المسفر : أمن الخليج مرتبط باستقطاب الأردن

تم نشره الثلاثاء 24 كانون الأوّل / ديسمبر 2013 09:43 صباحاً
المسفر : أمن الخليج مرتبط باستقطاب الأردن
محمد المسفر

المدينة نيوز :- نشر الكاتب الدكتور محمد المسفر مقالاً بعنوان مجلس التعاون الخليجي وازمات العرب .

وتالياً نصه :

عندما نستدعي تاريخ تاسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مطلع ثمانينات القرن الماض نجد ان مولده جاء والمنطقة تمر بظروف صعبة ثورة اسلامية في ايران اسقطت النظام الملكي واعلان الجمهورية الاسلامية بدلا منه، دخول الجيش السوفيتي الاراضي الافغانية بحجة مناصرة الحكومة الافغانية في مواجهة معارضيها ومواجهة المتغيرات في طهران والاقتراب من منابع البترول العربي وممراته، احتلال الحرم المكي من قبل جماعات اسلامية سعودية، حرب ايرانية ــ عراقية اشتعلت نيرانها على تخوم الخليج العربي. كانت النخب السياسية الخليجية تخشى تصدير الثورة الايرانية كما قال قادتها في او قات مختلفة ويخشون امتداد الشيوعية الى اراضيهم عبر افغانستان.

في ظل تلك الظروف الصعبة تنادى حكام الخليج لتشكيل مجلس تعاوني بين دولة لمواجهة المتغيرات على محيطة وكان من اهداف هذا المجلس ” الى جانب امور اخرى، تحقيق التنسيق والتكامل بين الدول الاعضاء في كافة المجالات وصولا الى وحدتها”.

( 2 )

اليوم الخليج العربي يواجه ما هو اصعب من ايام نشأته. بعد اثنين وثلاتين عاما على تأسيس مجلسه الموقر يواجه ثورة شعوب عربية تحيط به تطلب التغيير والكرامة والمشاركة في تحديد مستقبلها، وازمات تعتصر امواله وتتربص بوحدته واتحاده وسيادته وتنسيقاته وطموحاته. في الخليج برزت قيادات شابه لها طموحات ليست كطموحات الاباء الموسسين لمجلس التعاون، كان الاباء يحيط بهم مجموعة من اهل الرأي والخبرة والقلم واليوم في تقديري يحيط ببعض القيادات الشابة مجموعة من السماسرة وغيرهم من تجار الازمات. قيادات اخرى اثقلت كاهلها السنون وجيل قادم يتطلع لتعظيم مكاسبه، وخشيتي ان تنشغل تلك القيادات بالامن الذاتي والمصلحي على حساب الامة والوطن، ونصبح بلا مصالح وبلا وطن.

في قمة مجلس التعاون المنعقدة في الرياض عام 2011 م اقترح الملك عبد الله ال سعود الانتقال بمجلس التعاون من مرحلة التنسيق بين مكوناته الى الاتحاد لمواجهة الازمات التي تحيط به ودعا الى توسيع عضويته بانضمام الاردن والمغرب، فشل في الثانية، وكادت الاولى تنسف مجلس التعاون من اساسه عندما اعلن وزير خارجية عمان رفضه لفكرة الاتحاد وهدد بالانسحاب من المجلس اذا اصر البعض على ذلك المقترح. استطاع الشيخ صباح الاحمد بحكمته وتجربته في قمة الكويت احتواء الامر واتفق اعضاء المجلس على عدم منا قشة المسائل الخلافية في قمتهم، وخرجو ببيان قد اتينا على مناقشته في الاسبوع الماضي على هذه الصفحة.

(3)

والحق ان مجلس التعاون لم يعد كما بداْء، “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى” في كل القضايا. فريق منهم ايد ثورة “الربيع العربي” في ليبيا وزاد على ذلك، وفريق يؤيد “الربيع العربي” في سورية ويمد الحركات الاسلامية المقاتلة هناك ويدعمها بكل الامكانيات كما يعلن، في الوقت ذاته يتصدى لربيع مصر والحركات الاسلامية هناك ويدفع الغالي والنفيس للاطاحة بها بل وتشجيع اعتقال قادتها وملاحقاتهم في كل مكان، فريق منهم يعادي حزب الله في لبنان باعتباره حركة شيعية موالية لايران ومنغمس في الحرب في سورية الى جانب نظام الطاغية بشار الاسد، وفي نفس الوقت يعادي حركة حماس الاسلامية السنية ويمعن في تشجيع حصارها من قبل النظام الانقلابي في مصر واسرائيل. ليس هذ فحسب بل نجد البعض من قادة المجلس يعادي ايران ويطالب بتشديد الحصار عليها لكونها متربصة بخليجنا العربي وبجوارنا في اليمن والقرن الافريقي، وفي ذات الوقت يعادي او يستعدي تركيا المسلمة السنية التي ليس لها اطماع في خليجنا ولا البحر الاحمر، وفي مجلس التعاون من يحارب الحوثيين في اليمن لكونهم من الشيعة “الزيدية” المرتبطين بايران وفي نفس الوقت يحاربون حزب الاصلاح الشافعي هناك، متناقضات يتبعها عدم وضوح الصورة والهدف. سالت بعض مواطني تلك الدول الخليجية قلت: اتفهم معاداتكم لايران لانها تتربص بنا في الخليج والعالم العربي عامة لكني لم افهم معاداتكم لتركيا التي تقف معكم في كل القضايا العربية، اتفهم محاربتكم للحوثيين في اليمن لكني لاافهم معاداتكم لحزب الاصلاح اليمني المختلف مع للحوثيين، اتفهم معاداتكم لحزب الله اللبناني، لكني لا افهم معاداتكم لحركة حماس في غزة قولو بربكم ماهي اسباب ذلك التناقض، قالوا الا تعلم الاسباب والدواعي لكل تلك المتناقضات كما تقول ؟ قلت والحق انني في حيرة من امري افيدوني من فضلك؟ قالوا: انك في حيرة ونحن في حيرة من الامر اشد منك واعظم، لا نعلم ماذا يراد بنا لم نعد نعرف عدو بلادونا من صديقنا.

( 4 )

الملاحظ على دول مجلس التعاون الخليجي انها منشغلة بحراك الربيع العربي ولم يعد الشان الفلسطيني على وجه التحديد د يذكر الا نادرا. ومن حقي ان استثني دولة قطر فهي على اتصال بتلك القضية التي تكاد تنسى، غزة محاصرة غمرتها مياه الامطار منقطعة عنها الكهرباء لاكثر من اربعين يوما بسبب الحصار الظالم الامر الذي سبب اختلاط مياه الامطار بمياه الصرف الصحي مما سبب امراض رهيبة ومن يحاصر غزة ويمنع وصول الامدادات الانسانية بكل انواعها غير حكومة مصر الانقلابية التي تؤيدها بعض دول مجلس التعاون وحكومة اسرائيل الاستيطانية التوسعية، المساعدات القطرية الانسانية تنتظر السماح بدخولها الى غزة ولكن مصر العزيزة تعطل ذلك المدد الى ان تنتهي صلاحيته فيحرق لانه لم يعد صالحا للانسان. وليست سلطة محمود عباس بعيدة عن احكام ذلك الحصار على غزة ان لم تكن هي سبب الحصار الظالم على اهلنا هناك.

اخر القول: الخليج العربي ينتظر اياما حالكة السواد مالم تتنبه قياداته ويتعاملون مع بعضهم على قدم المساواه، وتنفتح قياداته على الشعب وتشاركهم في الامر. الخليج العربي يحيط به حراك عربي ولا سبيل لامن الخليج الا باستقطاب اليمن والاردن واستثني العراق اليوم حتى الخلاص من حكومته التابعة لقوى اجنبية تاتمر بامرها وتنفذ مخططاتها.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات