عودة نيوزويك فأل خير للصحافة الورقية

في الأخبار أن مجلة نيوزويك الأميركية العريقة التي توقفت عن الصدور قبل نحو سنة بسبب تراكم الخسائر وتحولت إلى موقع إلكتروني ستعود للنشر كمجلة ورقية خلال شهر.
الصحافة الورقية تعاني بسبب بروز وسائل إعلام واتصال بديلة متوفرة مجانأً على الشبكة العنكبوتية وتجتذب قدرأً من القراء والإعلانات على حساب الصحافة الورقية.
اختفاء نيوزويك اعتبر في حينه مؤشراً للمصير الذي ينتظر الصحافة الورقية التي خسرت جانباً من قرائها وجانباً من إعلاناتها لحساب المواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الجديدة، ورافق ذلك ارتفاع في تكاليفها مما ذهب بالأرباح أو حولـّها إلى خسائر.
لكن عودة نيوزويك الآن للنشر ورقياً يعتبر مؤشراً على صمود الصحافة الورقية ذات المصداقية واجتياز مرحلة الخطر، فالصحافة الورقية التي صمدت في وجه المنافسة من الراديو، ثم صمدت في وجه المنافسة من التلفزيون، ستصمد في وجه المنافسة من الهواتف الذكية وصحافة الإنترنت التي لا تتمتع بنفس القدر من المصداقية في نظر القراء.
في واقع الحال أن الصحافة الإلكترونية تعيش عالة على الصحافة الورقية في مجال الأخبار والمقالات وتحليل الأحداث، ولن تبقى على نفس المستوى فيما لو اختفت الصحافة الورقية.
ينقلنا هذا الموضوع إلى حالة الصحافة الورقية في بلدنا، فالصحافة الإسبوعية والمجلات قد اختفت أو كادت، والصحيفة الإسبوعية التي كانت تطبع قبل عدة سنوات 50 ألف نسخة لم نعد ندري ما إذا كانت ما تزال تصدر أم أنها توقفت عن الصدور.
أما الصحف اليومية فتواجه مشكلة وجودية بسبب خسائر الإعلانات، ذلك أن انخفاض عدد النسخ المباعة بحد ذاته لا يسبب خسارة مالية، فالصحيفة تباع بحوالي ثلث كلفة إنتاجها. الصحافة الورقية تعيش على دخل الإعلانات، الذي بدوره يعتمد على سعة الانتشار وأعداد الفقراء.
من هنا يأتي التركيز على الاشتراكات ولو بأسعار تشجيعية مخفضة، مع أن صافي ما يصل إلى الجديدة بعد كلفة الموزع لا يزيد عن 8 قروش للنسخة التي تكلف 80 قرشاً!.
الإعلانات هي التي تدفع الرواتب والمكافآت وكل تكاليف الإنتاج والأرباح العائدة للمالك. وليس سراً أن الصحف اليومية في الأردن تتعرض اليوم لتحديات مصيرية، وما أزمة توقف العرب اليوم عن الصدور سوى نموذج قد يتكرر في صحيفة أخرى.
صحيفة (الرأي) تملك كل إمكانيات الصمود والتطور والنمو، وهي الآن في طريقها لاسترداد موقعها المميز كأداة إعلامية رفيعة وشركة رابحة وناجحة.
( الرأي 28/12/2013 )