.. وكويتيو المؤسسة أيضا

تم نشره الخميس 02nd كانون الثّاني / يناير 2014 11:54 مساءً
.. وكويتيو المؤسسة أيضا
سمير عطا الله

يبدو أنني أتيت يوم الثلاثاء الماضي هفوة لا أريدها، في الحديث عن «لبنانيي مؤسسة الدراسات الفلسطينية» الذين كانوا من الرواد في إنشائها، وهي أنني نسيت عددا من كبارهم، مثل الدكتور فؤاد صروف، أحد مؤسسي الصحافة في مصر، والدكتورة وداد قرطاس، إحدى رائدات العمل الأكاديمي النسائي في المشرق. الأهم، أنني أغفلت الإشارة إلى كويتيي المؤسسة الذين أعطوها البعد العربي المتعدد، وهم رجال أكن لهم، أو بالأحرى أدين لهم، بمشاعر متعادلة من المودة والتقدير: الراحلون الكبار، الشيخ جابر الأحمد، «أمير التحرير»، والشيخ جابر العلي، وعميد المؤسسات المدنية، عبد العزيز الصقر.

كان للعمل الفلسطيني في لبنان وجهان: عسكري - سياسي وثقافي. الأول، انتهى في شكل مأساوي، تاركا خلفه إلى اليوم، آثارا وانعكاسات بعضها مسيء. في المقابل تزدهر وتفلح مؤسسات العمل الحضاري وأبرزها مؤسسة الدراسات ومؤسسة التعاون في جنيف ومؤسسة عبد المحسن القطان في لندن وفلسطين.

اختلف السياسيون الفلسطينيون مع نسبة غير بسيطة من اللبنانيين والكويتيين والأردنيين. أما المشاريع الحضارية فظلت وستبقى محط الإجماع العربي والإعجاب الدولي.

هذا لا يعني أبدا إلغاء العمل السياسي الذي أبقى القضية حيَّة، ولكن في الصراع الوجودي تلعب المسألة الحضارية الدور الأساسي. وإذا كان خوض الصراع الأول اختياريا أمام العرب فالثاني إلزامي. وإذا كان الأول عرضة للصواب والخطأ، فالمصير الحضاري المشترك ليس مسألة صواب وخطأ، بقدر ما هو حق وواجب.

تجاوز رعاة هذا الجانب الخلافات والانقسامات التي عصفت بالجانب السياسي. ولو أصغى السياسيون إلى دعاة العمل المدني، لكانت المؤسسات المشابهة أكثر عددا. لم تكتف مؤسسة عبد المحسن القطان بالعمل الثقافي والتربوي والتعليمي والأدبي والفني (120 موظفا) بل أنشأت أيضا مركزا للدراسات الاستراتيجية، ولم تكتف بفروعها في الضفة بل أقامت مثلها في غزة. العمل الحضاري، بعكس العمل السياسي، لا يقبل مظاهر الانقسام ولا روحه.

في لبنان، ثم في الكويت، حاول عبد المحسن القطان أن يحذِّر ياسر عرفات من آثار القرارات التي لا تأخذ في الاعتبار الإرادة الوطنية في لبنان. وكلّفه ذلك غضب منظمة التحرير، لكنه كلف منظمة التحرير الخروج من لبنان ثم من الكويت.

نظرت الثورة إلى حكماء فلسطين على أنهم دبلوماسيون تجاوزهم الزمن. لكن الحكمة لكل الأزمان. أكتب ذلك الآن لأنني عرفت بنصيحة القطان إلى عرفات في حينها، وكذلك بموقفه من غزو الكويت. عندما أقر أبو عمار بالخطأ، كان الضرر قد وقع.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات