تنبؤات وأبراج وتحليلات

تم نشره السبت 04 كانون الثّاني / يناير 2014 12:25 صباحاً
تنبؤات وأبراج وتحليلات
فهد الفانك

نهاية سنة 2013 وبداية سنة 2014 وفرت فرصة مناسبة لإنتاج توقعات للأحداث التي ستقع في العام الجديد تقدمها المحطات الفضائية كمادة للتسلية.

هذه التوقعات قلما تصدق ، فالمستقبل ليس كتاباً مفتوحاً يقرأ منه المتنبئون ، فالمتغيرات كثيرة يصعب بل يستحيل حصرها.

إذا كانت الأمور مستقرة في بعض جهات العالم بحيث يمكن التنبؤ بقدر معقول من الصحة على أساس افتراض الاستمرارية فإنها ليست كذلك في منطقة الشرق الأوسط بالذات حيث لا استقرار ولا استمرارية بل مفاجآت غير محسوبة.

لا يعني هذا رفض فكرة التوقعات بحد ذاتها ، بل مجرد ربطها بنهاية سنة وبداية سنة ، وكأن الاتجاهات الجديدة تتقرر في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة رأس السنة.

التوقع عملية مستمرة على مـدار العام ، ويمكن أن تكون لفترات أطول ، ومنها ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق بل يتحقق عكسها.

مع ذلك فإن للتوقعات أهمية خاصة لا يستغني عنها المسؤول ، فكل قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يعتمد على توقعات الحال فيما إذا لم يتخذ القرار ، وتوقعات ما ينشأ عن القرار إذا اتخذ ، وبقدر ما تكون التوقعات صحيحة ومنطقية تكون القرارات المبنية عليها صحيحة ومنطقية.

لا يفيد كثيراً إطلاق العموميات مثل سنة صعبة ، لا تختلف عن السنة السابقة ، وما شابه ذلك مما له علاقة بمدى تفاؤل أو تشاؤم الشخص المعني.

المفروض أن لا تعتمد التوقعات على قانون الاحتمالات ، لأنه في هذه الحالة فإن أية توقعات عشوائية يمكن أن ينجح نصفها ويفشل النصف الثاني ، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يركز صاحب التوقع على الجزء الذي صدق ولو بالصدفة ، ويتجاهل الجزء الذي لم يتحقق اعتماداً على ضعف ذاكرة الناس!.

في لبنان أربعة على الأقل ممن يمتهنون التوقع في نهاية كل سنة على أن يسبق الإعلام عنها أدلة على صدق تنبؤات العام الماضي. وقد حاول أحد الخبثاء أن يجرد تلك التوقعات ليكتشف أن نصفها على الأقل لم يتحقق أو تحقق عكسها.

هناك فرق بين التنبؤ وبين التحليل ، ذلك أن استقرار الحاضر يشير إلى ما يمكن أن يؤول إليه في المستقبل. ومن الواضح أن التحليل اجتهاد يخطئ ويصيب.

ليس أسخف من التوقعات العشوائية سوى الاهتمام بالأبراج وقراءة المستقبل حسب تاريخ الميلاد. هذه التوقعات يؤلفها إعلاميون لا علاقة لهم بالأبراج أو الفلك كأداة للتسلية يأخذها البعض مأخذ الجد.

الذين يقدمون هذه التوقعات المستقبلية نصابون ولو صدقوا ، والذين يستمعون إليهم ويصدقونهم مغفلون.

( الرأي 4/1/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات