مواقف شعبية .... كلها شهامة و رجولة
في منتصف الاسبوع الماضي ذهبت مع عائلتي لزيارة مرضية لاحد اقاربنا وفي منتصف الطريق و اثناء عودتنا متأخرين ليلا تعطلت سيارتي فجاة و حاولت تشغليها مرارا دون جدوى و حينها وقف العديد من الشباب محاولين مساعدتي و لكن دون جدوى ايضا .
و بعد عدة محاولات متكررة اشتغلت السيارة و تابعنا الطريق و لكن للاسف تعطلت السيارة مرة أخرى و وجدت الحرارة مرتفعة .
و وقفت ايضا الى جانبنا عدة سيارات محاولة تقديم المساعدة لنا و استطعنا بحمد الله ان نتابع مسيرنا لمسافة قصيرة تعطلت حينها السيارة للمرة الثالثة على دوار خلدا في شارع المدينة الطبية و هنا تجمع العديد من الشباب و من رجال الامن و الشرطة لتقديم المساعدة و منهم من تطوع لمساعدتنا و يرغب بايصال الاولاد و العائلة و اخيرا حضر قريب لي كان قريب من المنطقة فاخذت سيارته و بقي هو الى جانب سيارتي و ساعده الشباب المتواجدون في ايصال السيارة لمكان آمن .
في الواقع كنت سعيد جدا و فرحا بما رايته من مواقف تدل كلها على الشهامة و الرجولة و محاولة المساعده بكل امكانياتهم رغم اني لم اكن معروفا لاحدهم .
حقيقة هذا هو الاردن و الشعب الاردني , هذا هو الوطن الجامع لاهله و للخيرين على الدوام .
طبعا ما حصل معي انما هو حادثة فردية و لكن هذا الوطن و شعبه دائما في فزعة و دائما في مساعدة كل المحتاجين اليه و دائما هناك الشهامة و الرجولة و الاباء و هذا الموقف اعاد الى ذهني سابقا عندما كنت ارى اناس يقومون بضرب شاب و الكل يحاول ذلك اذا كان هناك استغاثة من سيدة او بنت او امراة أُعتدي عليها لفظا او تحرشا من ذلك الشاب المضروب . و بدون سؤال و معرفة للامر و حيثياته ... الكل حينها يحب ان يساعد بطريقته و ذلك بالمشاركة في ضربه .
من ايحاء هذه الفزعات اتمنى على زعمائنا و قادتنا و على القادر و الجريء و المحب لامته منهم ان يقوم بموقف مشابه لموقف هذا الشعب الاردني العظيم بان يفزع لامته ليجمعهم على قلب رجل واحد لنخرج من هذا الخزي و العار و الهوان الذي ألم بامتنا العربية حيث كانت مصيبتنا الاولى و التي هي سبب كل المصائب و المشاكل و هي قضيتنا الفلسطينية و لحق بعدها مصائبنا في العراق و مصر و ليبيا و تونس و سوريا و لبنان .... الخ .
و اتوقع ان القادر على ذلك هو جلالة الملك عبدالله الثاني لمزايا متعددة يتحلى بها بحيث يتصل بالاقرب لفكره من القاده العرب و الاثنين يتصلوا بثالث و هكذا حتى يجتمع الاغلب على قرار واحد .
و اتمنى بعد هذه الإجتماع على قرار واحد هو التفاوض مع ايران على اساس الندية و المصالح المشتركة للمنطقة و على قاعدة لا غالب و لا مغلوب و وقف هذا الاقتتال و الذبح الذي لا فائدة ترجى منه مطلقا و كذلك مع تركيا حيث الأقطاب الثلاثة للمنطقة ... ايران و تركيا و الدول العربية مجتمعة , و هناك يبدأ الحديث عن هذا العدو الوحيد و الاوحد المشترك لامتنا العربية و الاسلامية جمعاء و هو العدو الصهيوني و كيفية الخلاص منه .
فوجود هذا العدو على ارضنا التاريخية " ارض فلسطين " هو ما حولنا الى امة مفرقة و ممزقة و هو سبب كل هذه المصائب التي نراها من حولنا سواء في مصر او في العراق او في سوريا او في تونس او ليبيا و في كل الدول العربية .
لن نعود الى مجدنا و نستعيد عزتنا و كرامتنا الا برجل سيخلده التاريخ و سيكون رجلا قوميا عندما يسعى ويقدر على لم شمل هذه الامة .