ظواهر اقتصادية بحاجة للتفسير

تم نشره الأحد 12 كانون الثّاني / يناير 2014 02:41 صباحاً
ظواهر اقتصادية بحاجة للتفسير
د. فهد الفانك

هناك حقائق ومعلومات وأرقام يحب المواطن أن يطلع عليها ، ولكن ماذا عن الأسباب الكامنة وراء تلك الحقائق. ما الذي أنتجها وما هي نتائجها المحتملة.

الحقيقة الأولى التي تحتاج إلى تفسير هي انخفاض مستوردات الأردن من البترول الخام والمشتقات النفطية الأخرى بنسبة 2ر12% عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي مما يوفر 1ر2% من الناتج المحلي الإجمالي.

في ظروف طبيعية كان يجب أن يرتفع اسـتيراد البترول سنة بعد أخرى ، أولاً بسبب ارتفاع سعره عالمياً ، وثانياً لأن عدد السكان زاد بنسبة 2% على الأقل ، وثالثاً لأن الاقتصاد الأردني نما بمعدل 8ر2% وخاصة في مجالات الصناعة والنقل والكهرباء ، ورابعأً لأن حركة اللجوء السوري أضافت مستهلكين إضافيين لا يقلون عن 15% من السكان.

أغامر بالقول أن السبب الرئيسي (وليس الوحيد) لانخفاض استهلاك الأردن من البترول ومشتقاته يعود لتعويم سعره في أواخر عام 2012 وربطه بالكلفة الحقيقية. ومن الطبيعي أن يؤدي ارتفاع السعر إلى تخفيض الطلب ، وتقليل الهدر ، والضغط على جانب من المستهلكين لترشيد استهلاكهم من الطاقة مما سيوفر حوالي مليار دولار هذه السنة.

لا تنطبق هذه الحقيقة على المحروقات فقط ، بل على غيرها من السلع المدعومة ، حيث يقدر أن حاجة المواطن الأردني للخبز لا تزيد عن نصف الكمية المنتجة حالياً ، ولو كان الخبز يباع بسعر الكلفـة فلن يستخدم كعلف للحيوانات والدواجن ، ولن يترك حتى يجف ويلقى في الحاويات.

الحقيقة الثانية التي نقف عندها هي ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ، فلماذا ارتفع الاحتياطي بالرغم من جمود حوالات المغتربين والمقبوضات السياحية ، وعدم وصول كل المنح الخارجية المنتظرة ، فضلاً عن العجز التجاري المتفاقم ، وسداد أقساط القروض الاجنبية ، وغيرها من العوامل التي كان يجب أن تضغط على الاحتياطي. والجواب هو انعكاس حركة الدولرة.

عندما كانت الأوضاع الاقتصادية صعبة ، تحول بعض المودعين إلى الدولار بحثاً عن الأمان ، فلما تحقق الأمان وارتفع منسوب الثقة العامة بادر هؤلاء بالتدريج لتحويل دولاراتهم إلى دنانير للاستفادة من سعر الفائدة. هذا التحويل جعل موجودات العملات الأجنبية لدى البنوك تزيد عن حاجتها فقامت ببيعها إلى البنك المركزي مدفوعة أيضاً بفرق سعر الفائدة.

ارتفاع منسوب الثقة العامة ُيحسب كإنجاز غير مباشر للحكومة والبنك المركزي.

( الرأي 2014-01-12 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات