الدولة تصنع هيبتها بنفسها
الدولة التي تفرض هيبتها ، هي التي يكون لها القدرة على السيطرة على كامل أراضيها وعلى سكانها بتطبيق القانون على جميع السكان بلا استثناء ، وعلى حماية حدودها وجميع مصالحها ؛ فالأمن يمثل الدولة ويمارس دوره بشكل حازم عن طريق القانون وينشر العدالة بين الناس ولا يفرق بين ابن وزير وابن فقير ، ويكون لهذا الأمن هيبته الذي يحترمه الراعي والرعية بعيدا عن الظلم والواسطة والمحسوبية.
الهيبة للدولة تتجلى عندما يتم محاسبة الفاسدين ومحاربة الفساد بكل أشكاله وقطع الطريق على الفاسدين من ممارسة دورهم ومنع الفساد الاداري والمالي والتخفيف أو الغاء الترهل الاداري والقضاء على الروتين ، وعندما تتعامل الدولة وحكوماتها مع المواطنين بعدالة وتنفذ القانون والتعليمات والاتفاقات وتعطي كل ذي حق حقه.
الهيبة للدولة تبدأ من البيت من التربية ومن المدرسة التي عليها أن تعطي الطلبة جرعات من الانتماء لبلدهم ..عندما تعلمهم احترام رفع العلم صباحا في طابور الصباح وبث الأناشيد الوطنية في طابور الصباح وليست أغاني كلماتها دون المستوى وكأنهم في مقهى أو في كوفي شوب. وأن يتم مراقبة وتفتيش الطلبة على المخدرات وحتى الدخان لا أن يدخن المعلم والطالب سويا فتلغى الهيبة ، وأيضا بتطبيق القوانين على جميع الطلاب بعدالة وشطب أسلوب الاسترضاء ، وكم يتمنى غالبية الناس أن تلغى المكرمات حتى تتم العدالة. وفرض دروس في خدمة العلم. في أيامنا ونحن في المدرسة وفي ايام التوجيهي كنا نحترم المعلم ونحترم قاعة الامتحان ونلتزم بالوقت ولم يحدث أن حملنا أسلحة وهددنا المراقبين ولم يتدخل أهالينا باجراء الامتحانات حتى لم يقتربوا من قاعات الامتحانات ؛ فماذا يحصل الآن في امتحان التوجيهي ؛ فالاعتداء عليه هو اعتداء على هيبة الدولة.
هيبة الدولة لاتكون بالقمع والحبس وتجويع الشعب وزيادة الضرائب ورفع الأسعار والرشاوي وقبض العمولات وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
هيبة الدولة تأتي عندما لا تنفق الدولة وحكوماتها أكثر من 50% من ميزانياتها على عاصمتها وتأخذ نصسيب الأسد وتترك الفتات للأطراف ، بل عليها أن تمارس هيبتها بالعمل على توزيع الثروات الوطنية بعدالة والعمل على تنمية الأطراف وبث روح المساواة حتى يشعر المواطنون في الأطراف أنهم يتساوون مع سكان العاصمة في الحقوق والواجبات وتوفير الحياة الكريمة لهم ، أما أن تترك الدولة للفساد يستشري وللفاسدين عدم المساءلة والمحاكمة واسترجاع الأموال التي نهبوها بغير حق؛ فان هذا يجعل المواطن العادي يضرب بعرض الحائط كل القوانين ويتعدى على هيبة الدولة ؛ لأنها لم تقم بحماية مواطنها من تلك الزمرة ؛ فيتمادى المواطن ويتطاول على هيبة الدولة عندما تقوم الحكومات برفع الأسعار والضرائب و"تتشاطر" على المواطن الفقير ولاتستطيع محاسبة الفاسد .
هيبة الدولة تأتي عندما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، عندما تبحث عن الرجل صاحب اليد النظيفة والعقل المتفتح الخلاق والمبدع والمؤهل والذي يطبق القانون بعدالة ولايمارس الواسطة والمحسوبية وارضاء فلان على حساب فلان ، أو عندما يتناوب أربعة وزراء على وزارة واحدة في خمسة أشهر. يجب اعادة جدولة هيبة الدولة من جديد حتى يلمس ذلك المواطن ؛ فيصبح منسوب هيبة الدولة عاليا ويحترم المواطن دولته وقوانينها ولا يتطاول عليها وعلى مسؤوليها.