إسقاط المفاعل الذري

تم نشره الخميس 16 كانون الثّاني / يناير 2014 01:44 صباحاً
إسقاط المفاعل الذري
د. فهد الفانك

قبل عدة شهور صرح رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان بأن تنفيذ المفاعل الذري لم يتقرر بعد ، وكان يقصد اختيار التكنولوجيا والإحالة على شركة ما لبناء وتشغيل المفاعل.

رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور أعاد إنتاج هذا التصريح ولكن بمعنى أوسع يتعلق بالسير في المشروع كمبدأ ، وهناك فرق بين عدم اتخاذ قرار بالسير قدمأً في المشروع كما يقول الرئيس ، وبين تأجيل قرار تنفيذي بإحالة بناء المفاعل على شركة معينة.

من غير المعقول أن يكون المشروع نفسه غير مقرر طالما أنه وارد في الموازنة بكلفة لا تقل عن 12 مليون دينار سنوياً ، وبمبلغ تراكمي يناهز 100 مليون دينار منذ انطلاق الفكرة وتعيين هيئة عامة لها.

الاعتراضات على المشروع متعـددة: خطر الحوادث والتسرب كما حصل في روسيا واليابان ، الإساءة إلى البيئة ، إلحاق الضرر بالبشر ، عدم توفر المياه للتبريد ، وهناك اعتراضات سعودية ومصرية وإسرائيلية على بناء المفاعل في العقبة حيث تتوفر مياه البحر ، واتجاه عالمي واضح ضد المفاعلات النووية ، بل إن بعض الدول المتقدمة التي تحترم الإنسان والبيئـة قررت الخروج من هذا النشاط بالتدريج ، ويشمل ذلك دولاً اوروبية وأميركية ، ولكن بناء المفاعلات مستمر في بعض البلدان المتخلفة التي لا تقيم وزنأً للإنسان.

فكرة المفاعل انطلقت من افتراض أن الأردن غني باليورانيوم ، وقد ثبت أن ذلك غير صحيح ، وأنه غير متوفر لأغراض تجارية وصناعية. وليس أدل على ذلك من انسحاب الشركة الفرنسية التي حاولت تعدين اليورانيوم الأردني ، فارتطم مشروعها بحائط عدم الجدوى.

وهناك اعتراض جوهري على أسس اقتصادية ومالية ، فالمشروع لن يغطي سوى جزء صغير من حاجة الأردن للطاقة ، ويكلف عشرة مليارات من الدولارات قابلة للزيادة ، كلفة سدادها وفوائدها قد تزيد عن قيمة الكهرباء التي ستنتجها.

وحتى لو ُوجد مشـّغل وممول خارجي ، فإن هذا لا يغير عبء المديونية ، إلا باتجاه رفع كلفة الفائدة لأن المستثمر سوف يفرض سعراً للكهرباء يمكنه من استرداد تكاليفه وفوائده وأرباحه ، وهذه التزامات مالية محددة باتفاقية لا تختلف جوهرياً عن القروض.

هل هناك بديل؟ نعم وهو الطاقة النظيفة من الشمس والرياح ، كما ان الغاز سوف يتوفر عالميأً بأسعار متدنية ليس من مصر وإسرائيل فقط بل من السوق العالمية أيضاً ، مما يخفض كلفة التوليد.

في البلد معارضون كثر للمشروع ، وليس له أنصار غير المستفيدين منه ولهم مصلحة فيه.

( الرأي 2014-01-16 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات