حيث لا ينفع الندم
إكتفي من الغربة والإغتراب وعاد بعد سنين طويلة من الشقاء والكد في العمل ليقضي ما تبقى له من عمره في وطنه بين خلانه وأحبابه وراح يفكر في كيفية إستثمار ما جناه إبان غربته من ثروة لا يُستهان بها تقيه شر الحاجة وتهيء له نعيما ورخاء في اُمسية حياته وإستقراراً وطمأنينة في شيخوخته
نصحه بعض محبيه بفتح سوبرماركت والبعض الآخر بالإستيراد والتصدير. أما المغرضون فقد ألحوا عليه بالتعامل في بورصة العملات، حيث قام بشراء كميات كبيرة من إحدى العملات التي تعرّضت فيما بعد لأسباب سياسية وإقتصادية لفقدان قيمتها بالكامل، وبالتالي لخسائر فادحة إستنفذت كل ثروته وتعب عمره
لم يتحمّل هذه الخسارة والضربة الموجعة فأدت به إلى جلطة قلبية حادة كادت (لولا رعاية الله وعنايته) أن تودي بما تبقى له من حياة
هذا بالإضافة لمرض السكري اللعين الذي داهمه وألم به جرّاء الزعل والغضب، حيث لا ينفع الندم، فأصبح يتعاطى أكثر من 20 نوع من الدواء المكلف
كان جارنا لسنين طويلة وأحد أفراد عائلة مستورة الحال، يعمل ويقتات من إحدى المهن الشريفة. سنحت له فرصة العمر الذهبية للعمل في إحدى الدول المجاورة ، حيث جنى ثروة لا تعد ولا تحصى. ولما عاد إلى وطنه قام بتشييد القصور والمباني وإنخرط في مجتمع تحوم حوله الشبهات والتساؤلات وقضى الليالي في السهر والسكر والعربدة وقاده سؤ المعشر إلى تعاطي وإدمان "لعب القمار" فخسر ماله وحاله وتكاثرت ديونه وأمسى عرضة للشماتة والتندّر وإنفض عنه كل من كان يعتقد بأنهم من أصدقائه الحميمين وخلانه المخلصين
لم أعد أراه بعدئذ ولا أعلم كيف صار يتدبر اُموره الحياتية ولكنني أرجو أن لا يكون يقاسي شظف العيش وسؤ الحال، حيث لا ينفع الندم
لقد تأثرت كثيرا ً وحزنت جدا َ لما آلت إيه أحواله آنذاك، آملا ً أن تكون هذه الواقعة عبرة تعتبر