فاطمة .. تجسد واقع قصار القامة .. لا نريد احسانا بل عملا
المدينة نيوز- تدرك ( فاطمة ) - 27- عاما بانها مختلفة عن الاخرين لانها تعاني من قصر القامة او ما يطلق عليه (بالقزم ) فطولها اقل من 121 سنتمترا، وتعتبر ان قدرها بان تولد بهذا الشكل لكن معاناتها الاخرى بدأت ايضا من اوضاعها الاسرية السيئة التي حملتها ألما اكبر من مجرد انها تعاني من القزم .
تقول فاطمة منذ ان ولدت بهذه الصورة و انا اشعر بالنقص لان الجميع ينظرون الينا نظرة مختلفة و تشعرنا بالحزن فانا واخي نعاني من القزم .
واضافت والدي تركنا منذ سنوات وتزوج مرة اخرى ولا يقوم بزيارتنا و لا يتحمل اية مسؤولية اتجاهنا خاصة وان والدتي تعاني من مرض السرطان و اوضاعها الصحية سيئة .
وتقول فاطمة انها تتعرض ايضا الى سلوكيات عنف من قبل اشقائها اذ يقومون بضربها واسماعها كلمات جارحة لانها تعاني من القزم .
حاولت فاطمه البحث عن عمل تعتاش منه و تساعد والدتها وشقيقها المماثل لكن دون جدوى ، وترى ان لا احد يرغب بتوظيفها بسبب قصر قامتها ، خاصة و سمعت مرارا ان شكلي يسبب احراجا لاية جهة قد تبادر لمساعدتي مما يعني ان ابقى هكذا بدون عمل وبدون امل بالمستقبل ؟ وتضيف فاطمة وضعنا الاسري صعب للغاية فلا يوجد مصدر دخل لنا سوى بضع دنانير يساعدنا بها شقيقي الذي يعمل بالمياومة فكيف سنتمكن من العيش وتوفير لقمة خبز في كثير من الاحيان لا نجدها .
فاطمة راجعت وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا للبحث عن فرصة عمل ، لكنها وقفت عاجزة امام توفير ثمن كتابة استدعاء تخط بها حاجتها .
قصة فاطمة كغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة يحاولون طرق جميع الابواب للحصول على وظائف ومهن يعيشون منها ... فهم لا يريدون الحصول على معونة فقط بل الشيء الملاحظ عند هذه الفئات هي رغبتها الشديدة بالعمل وعدم الاستسلام لوضعهم .
وهي الفئة الاكثر اصرارا على العمل لانهم يدركون ان المساعدة المؤقتة لا تغير حالهم الى الافضل فشعورهم بالنقص يدفعهم الى اثبات الذات من خلال البحث عن العمل ليشعروا انهم اناس منتجون قادرون على العمل الذي لا تقف اعاقاتهم حائلا بينهم وبين العمل الذي لا بد ان ياتي مناسبا لوضعهم .
قضية الاقزام ومدى تفهم الاخرين لوضعهم والرغبة في تشغيلهم من القضايا الجديدة التي بدأت وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا بها بعد ان تنبهت لاوضاعهم الصعبة ... فوجود ( 300 ) قزم في الاردن ... رقم يستدعي النظر لهذه الفئة و التعرف على مشاكلهم واوضاعهم خاصة و انهم لا يتلقون اية مساعدات و لا يحصلون على اية تسهيلات واعفاءات اسوة بذوي الاحتياجات الخاصة التي يعانون من اعاقات مختلفة .
وتؤكد مديرة مديرية شؤون المعاقين بوزارة التنمية الاجتماعية فوزية السبع ان الوزارة عملت مؤخرا على حصر اعداد الاقزام بالاردن من خلال مديريات التنمية الاجتماعية في كافة مناطق المملكة حيث تم مراجعة ( 300 ) قزم .
وقالت السبع لقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارة التنمية الاجتماعية و وزارة الصحة وصندوق المعونة الوطنية ودائرة الجمارك والمجلس الاعلى لشؤون المعاقين لدراسة اوضاع هذه الفئة و التعرف على مشاكلهم ومطالبهم .
وبينت السبع ان هذه الفئة لا تحصل على اية اعفاءات جمركية ولا تستفيد من التامين الصحي الذي عادة ما يشمل المعاقين .
واوضحت السبع ان هذه اللجنة قامت بمخاطبة ديوان التشريع لتفسير ما اذا كانت فئة الاقزام تدرج تحت وصف الشخص المعاق فجاء رد ديوان التشريع ان تعريف المعاق يشمل فئة الاقزام تبعا لقانون الاشخاص المعاقين لعام 2007 مشيرة الى ان منظمة الصحة العالمية قد اعتبرت كل من يكون طوله للذكور ( 131 ) سم وللأناث ( 121 ) سم ضمن فئة الاقزام .
وسوف تعمل هذه اللجنة خلال اجتماعاتها القادمة على تحسين اوضاع هذه الفئة من خلال مخاطبة الجهات المعنية لحصولهم على اعفاءات جمركية و محاولة تشغيلهم و ايجاد وظائف تتناسب مع اوضاعهم خاصة و ان نسبة كبيرة منهم لا يعملون ويعيشون اوضاعا اسرية صعبة اضافة الى العمل لحصولهم على تامينات صحية اسوة بفئة المعاقين من اعاقات اخرى .
وتبقى ؟ فاطمة ؟ تطرق ابواب الوزارات و المؤسسات باحثة عن عمل ينقذها من صعوبة العيش الذي تعاني منه و يعمل على ايقاف العنف الذي تتعرض اليه من ضرب و اهانات وهي العاجزة عن ايقاف مثل هذه السلوكيات بسبب قصر قامتها وضعفها وحاجتها الماسة للحصول على وظيفة تعيد لها ثقتها بنفسها من جديد بعد ان فتحت عيونها على الحياة وهي بهذه الصورة التي لم تشفع لها بان تتلقى معاملة حسنة من قبل افراد اسرتها و التي كانت دافعا لوالدها لتركها وعدم التعرف عليها بسبب اعاقتها هذه .
وبالرغم من وضعها الا ان فاطمة ستبقى تعيش على امل الحصول على وظيفة وليس احسان اهل الخير ولا معونة من التنمية ،فالعمل بالنسبة لها هو الحياة وهو الانقاذ الحقيقي لما تعيشه من فقر وعنف وضيق حال حقيقية ؟