الربع الثالث خيبة أمل

تم نشره الأربعاء 22nd كانون الثّاني / يناير 2014 01:27 صباحاً
الربع الثالث خيبة أمل
د. فهد الفانك

أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من سنة 2013 ، التي نشرتها دائرة الإحصاءات العامة في نهاية الربع الرابع ، جاءت مخيبة للآمال ، ودون مستوى التوقعات.

تدل الإحصائية على أن النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث من السنة كان في حدود 8ر2% بالأسعار الثابتة ، مما يجعل متوسط النمو خلال الشهور التسعة الأولى من السنة 83ر2%. وهذا يعني أن النمو في الربع الرابع يجب أن يصل إلى 5ر3% ليرفع معدل النمو عن سنة 2013 بأكملها إلى 3% كما كان منتظراً.

أغلب الظن أن الربع الرابع ، الذي لن نعرف نتائجه قبل نهاية آذار القادم ، سيؤدي إلى تخفيض معدل النمو للسنة باكملها إلى أقل من 8ر2% بسبب العاصفة الثلجية التي شلت الحياة العامة لعدة أيام.

يذكر أن المخفـّض أي التضخم محسوباً على مكونات الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 1ر5% أي أعلى قليلاًُ من معدل التضخم محسوبأً على أسعار المستهلك.

يلاحظ أيضاً أن حصيلة الضرائب غير المباشرة على المنتجات من السلع والخدمات ارتفعت بنسبة 1ر10% بالأسعار الجارية ، مقابل نمو القطاعات الاقتصادية نفسها بمعدل 7ر7% بالأسعار الجارية أيضاً ، مما يدل على أن نمو الضرائب والرسوم غير المباشرة فاق نمو القطاعات الاقتصادية الفعلية. ويعود ذلك أساساً لانخفاض في جانب دعم المحروقات الذي يعتبر بمثابة ضريبة سالبة.

الصناعة التحويلية المكونة أساساً من مشاريع صغيرة ومتوسطة أسهمت بحوالي 3ر17% من الناتج المحلي الإجمالي ، كما أسهمت بربع نقطة مئوية في معدل النمو العام ، ولكن المؤسف أن الصناعة الاستخراجية ذهبت بالاتجاه المعاكس ، وسجلت تراجعأً أدى إلى تخفيض معدل النمو العام.

أما القطاعات التي أسهمت في النمو العام أكثر من غيرها فكان في المقدمة قطاع المالية والتأمين والأعمال ، يتلوه قطاع النقل والتخزين والاتصالات ، الأمر الذي يؤكد أهمية قطاع الخدمات في النمو الاقتصادي العام.

إذا أخذنا بالاعتبار أن النمو السـكاني بلغ 2ر2% مع تجاهل اللاجئين السوريين ، فمعنى ذلك أن حصة الفرد من الدخل أمكن المحافظة عليها حسب القوة الشرائية للدينار ولكنها لم تحقق تحسنأً ملموساً ، خلافاً للاعتقاد السائد بأن فئات عديدة حققت مكاسب نقدية كبيرة خلال السنة.

الناتج المحلي الإجمالي ليس الاداة المثالية لقياس تطور الاقتصاد الوطني ، ولكنه أفضل الأدوات المستعملة لهذا الغرض ، ويظل من الأهمية بمكان تقييم التغيرات النوعية قبل أن نجزم بمدى النجاح الذي تحقق خلال السنة.

( الرأي 2014-01-22 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات