الحل الوحيد للمصالحة الفلسطينية
هناك انقسام في الرؤيا للخلاص من الاحتلال الاسرائيلي, فما تمثله السلطة الوطنية الفلسطينية هي المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية و هي مقتنعة ان الحفاظ على الحق الفلسطيني و الطريق الوحيد له هي المفاوضات و لا بديل و لا حل الا بذلك .
و ما تمثله القوى الوطنية و حركة حماس هي المقاومة لهذا الاحتلال و لا حل من وجهة نظرهم الا بهذا الطريق حيث جربت كل طرق المفاوضات و لم تسفر عن شيء .
هؤلاء الخطان المتوازيان لا يلتقيان مطلقا بمفهوم كل طرف لانهم مفهومين متناقضين و لن يجتمعا مطلقا بهذا الطرح لكل منهم و جمعهم الان كمن يحاول ان يجمع ما بين الماء و النار او ما بين الجنة و النار , اي جمع متناقضين متنافرين ... فما هو الحل ؟
اعتقد ان هناك بديل ثالث و هو البديل الوحيد و الذي يجمع الطرفين المتناقضيين و هذا البديل لا يستطيع اي طرف ان يرفضه ان كانت السلطة او المقاومة و لا اي فرد من الشعب الفلسطيني او العربي او الاسلامي او الانساني و هذا الطرح هو " رفض الاحتلال الصهيوني ".
هذا الطرح مقدم ليس على قاعدة المفاوضات او على قاعدة المقاومة حتى لا يكون هناك اي خلاف . و هذه الخطوة الجديدة تتمثل بـ :
1. توفر الارادة الحقيقية لرفض الاحتلال و خاصة عند السلطة الفلسطينية .
2. و ان يُسمح للشعب الفلسطيني بالخروج في مسيرات منددة و رافضة للإحتلال فقط .
3. و ان لا يُرفع فيها الا العلم الفلسطيني فقط و شعارات رفض الاحتلال بتوقيع الشعب الفلسطيني بعيدا عن اي شعار خاص باي طرف من الاطراف و لا بد من انطلاقها بداية من رام الله .
اعتقد ان ذلك سيشجع الشعب الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية للخروج في مسيرات مؤيده لذلك الطرح و عندئذ فان كل العالم العربي و الاسلامي سيلحق بذلك لان ما يوحد و يجمع العالم العربي فقط هو القضية الفلسطينية و على راسها رفض الاحتلال الصهيوني و كذلك العالم الاسلامي و الانساني فماذا ستفعل اسرائيل عند ذلك ؟
اعتقد ان اسرائيل ستضطر مرغمة للطلب من السيد عباس او من اي جهة عربية أخرى بالجلوس لطاولة مفاوضات حقيقية امام ضغط هذا الشعب الفلسطيني المظلوم و المعتدى عليه و ستكون هذه الطاولة عليها ممثل حقيقي له نحو للشعب الفلسطيني لارجاع حقه لانه سيكون هناك كرت قوي للمفاوض الفلسطيني .
و سيصبح هؤلاء الزعماء الغير مجمع عليهم شعبيا زعماءً حقيقيين امام شعوبهم و سيخلدهم التاريخ بدل ان يدخلوا في قاموس الخيانة و النسيان , لان من يرضخ لهؤلاء الصهاينة المجرمين لا يمثلوا الا انفسهم فقط و لن يستجيب لهم شعبهم لان المفاوضات الحالية هي بين ذئب و حمل و لن تقبل القضية الفلسطينية ان تُحل و ان تنتهي على طريقة ذئب ماكر و مفترس مع حمل وديع ساذج لاحول له و لا قوة .
هذه الطريقة الوحيدة حاليا و المتاحة باقل التكاليف و باقل الخسائر و التي تجمع كل الشعب الفلسطيني . و تبقى قضية فلسطيين التاريخية المحتلة عام 1948 و الغير مجمع عليها ان كانت محتلة او غير ذلك لان ما يجمع عليه الشعب الفلسطيني و العرب الان هو الاحتلال الاسرائيلي لاراضي عام 1967 .
و ليس الوقت الحالي هو مجال للحديث فيها الا بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من الاحتلال و هو احتلال عام 1967 .
و لن يهدا هذا الشعب و لن يكون هناك حلول واقعية الا بإجماع من هذا الشعب بانه استرجع حقه و ليس من خلال مفاوضات غير متكافئة و غير مجمع عليها .