النمو الاقتصادي واللجوء السوري

تم نشره الأربعاء 29 كانون الثّاني / يناير 2014 12:32 صباحاً
النمو الاقتصادي واللجوء السوري
د. فهد الفانك

من الطبيعي أن تكون توقعات النمو الاقتصادي لسنة قادمة بمنتهى الصعوبة ، لأن المتغيرات والمؤثرات المحلية والخارجية كثيرة ويصعب حصرها ، ولكن المرجح أن يكون الحد الأدنى للنمو 3% والحد الأقصى 5ر3%. وقد وضع البنك الدولي الرقم عند 1ر3%.

الحد الأقصى للنمو المحتمل هذه السنة وهو 5ر3% جاء على لسان وزير المالية في خطاب الموازنة ، وهي نسبة نمو متدنية حتى بالمقاييس الاقليمية والعالمية ، مما يعني أن الأردن يواجه صعوبات استثنائبة تؤثر سلباً على وضعه الاقتصادي.

في هذا المجال لا بد من الوقوف عند تأثير وجود أكثر من مليون سوري في الأردن يشكلون 20% من السكان ، ويعيش نصفهم في المخيمات ، فهذا وضع غير عادي ، ولا بد أن تكون له تاثيرات إيجابية وسلبية على الاقتصاد الأردني لا يبدو أن جهة ما تحاول أن تتعامل معها.

لا نعرف تماماً ما إذا كانت دائرة الإحصاءات العامة تأخذ فعاليات اللجوء السوري بالحسبان أم أنها تعتبره غير موجود لأغراض حساب الناتج المحلي الإجمالي وحصة الفرد من الدخل. ذلك أن المفروض منطقياً أن يؤدي الوجود السوري الكثيف إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي ، من جهة وتخفيض حصة الفرد من الدخل من جهة أخرى ، طالما أن الناتج المحلي الإجمالي يحسب على المقيمين في المملكة بصرف النظر عن جنسياتهم.

ربما كان بعض الاقتصاديين يقبلون بتجاهل تأثير الوجود السوري على الحسابات القومية بحجة أن هناك منحاً مالية ترد إلى المملكة لتغطي تكاليف اللجوء السوري بحيث تكون المحصلة النهائية صفراً. وهذه مغامرة ، لأن الحكومة تؤكد أن التكاليف الباهظة للاجئين السوريين ، المباشرة وغير المباشرة ، تفوق كثيرأً المنح الهزيلة التي تتلقاها الحكومة بالقطارة لهذا الغرض.

يبدو تأثير الوجود السوري واضحاً في الميزان التجاري ، حيث ارتفعت المستوردات بنسبة 4ر7% بالرغم من انخفاض قيمة البترول المستورد ، وانخفضت الصادرات بنسبة 5ر0% مما يؤكد ارتفاع حصيلة الاستهلاك الخاص وهي نتيجة بديهية.

حتى لو لم نأخذ بالحساب سوى اللاجئين السوريين في المخيمات (باعتبار الباقين بمثابة سياح) فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع عدد السكان بنسبة 10% ، فإذا لم يرتفع الناتج المحلي الإجمالي إلا بنسبة 3% ، فمعنى ذلك أن حصة الفرد انخفضت بنسبة 4ر6% ، وهي حالة تستوجب إعلان حالة الطوارئ.

( الرأي 2014-01-29 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات