الحكومة : كفى تنازلات لأبطال لاهاي !

تم نشره الأربعاء 29 كانون الثّاني / يناير 2014 01:02 صباحاً
الحكومة : كفى تنازلات لأبطال لاهاي !
علي حماده

منذ ان طرح موضوع تشكيل حكومة "جامعة " كما يحلو لـ"بروباغاندا" قوى ٨ آذار تسميتها، اعتبرنا ان موقف "القوات اللبنانية" هو الاسلم من حيث استجابته للمبادئ والمسلمات ولحقيقة مشاعر القواعد الشعبية. ولما شرح لنا سعد الحريري تفاصيل غابت عنا في الاساس، اعتبرنا ان في الاسباب الموجبة لتجاوب "تيار المستقبل" مع الدعوات للمشاركة في حكومة واحدة مع "حزب الله" من دون ان يكون انتزع سلفا التزاما من الاخير للانسحاب من سوريا - وان يكن الحزب الحاضر الاقوى في محاكمة لاهاي في جريمة اغتيال رفيق الحريري - نزعة للتهدئة وتفويت الفرصة على الحزب المشار اليه لتفجير الوضع في البلد، ملقياً بالمسؤولية على الاستقلاليين، فضلا عن النتائج اللاحقة على الاستحقاق الرئاسي واحتمالات الفراغ القوية. بين سلامة موقف "القوات اللبنانية" وسلامة اعتبارات سعد الحريري، رأينا انه يمكن ترك الامور تتجه تأليفا نحو حكومة معقولة لا تعجبنا ولن تعجبنا، ولكنها اقل سوءاً ربما من بقاء حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي، الذي يبقى مهما قال وفعل وتذاكى، واجهة من واجهات بشار الاسد في لبنان، ويبقى مهما ناور هنا وهناك غطاء سنيا في رئاسة الحكومة لـ"حزب الله" ومن خلفه. هذه حقيقة، فدعونا لا نتوقف امام لعبة التذاكي وتوزيع الابتسامات العريضة، والكلام الذي لا وزن له حقا.

حسناً، لقد صرنا في خضم استحقاق تشكيل حكومة مع "أبطال محكمة لاهاي". واذ بمناورات جديدة يتصدرها الجنرال ميشال عون، تحت عناوين مختلفة، هادفا الى ضرب المعادلة الدقيقة التي تم التفاهم عليها في عملية توزيع الحقائب الوزارية، على قاعدة انه مطلوب من الاستقلاليين بعد كل التنازلات التي قدموها من اجل تجنيب لبنان انفجارا كبيرا، ان يقدموا هم لميشال عون ما لم يقدمه له حلفاؤه. فهل يمكن المضي في هذه اللعبة التي قد تكون احد امرين: اما مناورة لتحسين الوضع، واما مناورة لإجهاض تشكيل الحكومة؟ في رأينا ان التنازلات التي قدمها الاستقلاليون لا تحصى، وحان الأوان ليتوقف هذا المسار من التنازلات. كفى، وليكن ما يكون. فإن التحالف العريض في ١٤ آذار أهمّ بألف مرة من الجلوس مع "ابطال محكمة لاهاي" على طاولة واحدة. كما ان روح ١٤ آذار أهمّ بما لا يقاس من هواجس ومخاوف وهلع لدى بعضهم.

إن من يراقب ما يحصل في مفاوضات جنيف ٢ التي لن تفضي الى نتائج عاجلة، يدرك ان لا حلول سريعة في لبنان.

إن وصلنا الى حائط مسدود، يتعيّن على كل من الرئيس المكلف ومعه رئيس الجمهورية ان يقدما على تقديم تشكيلة تفرض على الجميع بلا استثناء. وليتحمل الطرف الرافض مسؤولية موقفه. وليرتق موقف بكركي اخيرا الى مستوى خطورة المرحلة، فيقف البطريرك خلف رئيس الجمهورية.

خلاصة القول : ان الحل الامثل للمرحلة المقبلة هو ان تتشكل حكومة حيادية بمبادرة كاملة من رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة. لننتظر هذين اليومين.

( النهار اللبنانية 2014-01-29 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات