موازنة في مهب الريح

تم نشره الأحد 02nd شباط / فبراير 2014 02:32 صباحاً
موازنة في مهب الريح
د. فهد الفانك

في بعض البلدان حيث الأوضاع المالية مستقرة وتحت السيطرة ، تعتبر الموازنة العامة وثيقة نهائية وبرنامج عمل يحدد ما يجب عمله وما لا يمكن عمله خلال سنة قادمة.

ليس الوضع كذلك في الأردن ، فهناك متغيرات ومفاجآت عديدة ليست تحت السيطرة ، ولا يمكن التنبؤ بها ، ومع ذلك فإن لها وقعاً شديداً على الموازنة العامة إيجاباً وسلباً ، الأمر الذي يفسر كثرة ملاحق الموازنة التي تصدر في معظم السنوات.

في حالتنا يعتبر عنصر عدم التأكد الأول هو تقلب كلفة مستوردات الطاقة ، حيث يشكل البترول الخام والمشتقات النفطية حوالي17% من الناتج المحلي الإجمالي ، أو ما يعادل نصف الموازنة ، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيحدث لكلفة الطاقة خلال أسبوع قادم ناهيك عن سنة كاملة يمكن أن يحدث فيها ما لم يكن في الحسبان.

في وقت واحد تقريباً ، توقف ورود الغاز المصري اللازم لإنتاج الكهرباء نتيجة لتفجير الأنبوب الذي يوصل الغاز إلى الأردن ، وتوقف ورود البترول العراقي الذي يحسب بأسعار تفضيلية بسبب إغلاق الحدود لأسباب أمنية من الجانب العراقي.

على الأردن أن يزيد مستورداته من البترول لإنتاج الكهرباء بكلفة تعادل ثلاثة أمثال كلفة الغاز المصري ، وعليه البحث عن مصدر بديل للبترول العراقي بسعر أعلى.

هذه التطورات لها تداعيات مالية على الموازنة بالاتجاه السلبي ، أي بما يزيد العجز ويتطلب المزيد من الاقتراض ورفع المديونية.

هذا باب واحد من أبواب التأثير على الموازنة زيادة عن المخصصات الواردة فيها ، ولكنه ليس الباب الوحيد ، فهناك مشاريع ومبادرات وطوارئ واقتراحات واعتصامات تؤثر على نفقات الموازنة ولا تتقيد بالأرقام الرسمية. وهناك احتمالات عدم ورود أو تأخير بعض المنح الخارجية المقدرة في الموازنة مما ينقض الإيرادات.

من المؤسف أن معظم ، إن لم يكن كل ، المتغيرات تعمل في الجانب السلبي ، أي أن من شأنها أن تزيد النفقات أو تنقص الإيرادات. وقلما تحدث مفاجآت سارة من شأنها زيادة الإيرادات عما هو مقدر لها.

بالنتيجة فإن الموازنة العامة الصادرة بموجب قانون ُملزم تعتبر في التطبيق وثيقة تأشيرية وليست ملزمة ، كما تدل مقارنة الأرقام الفعلية بعد انتهاء السنة بما هو مقرر في الموازنة الأصلية.

( الرأي 2014-02-02 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات