قصيدة إلى الوطن بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله بن الحسين
أُرْدُنُ يَا مَوْطِنَ الأشْرَاف ِ والحَسَــــــــــبِ
وَبَاعِثَ المَجْدَ في التَّارِيخِ والكُتُـــــــــــبِ
أَنْتَ المَنَارُ إِذَا الدُّنْيَا بِنَا عَصَفَـــــــــــتْ
بالرُّوْحِ تُفْدَى وَبِالأَنْجَالِ وَالذَّهَـــــــــــبِ
فِيكَ المَكَارِمُ مَا زَالَتْ مَنَابِعُهَــــــــــــا
فَيْضًا يُغَذِّيْ دِيَارَ العُجْمِِ وَالْعـَــــــــــربِ
للهِ دَرُّكَ كَمْ كَانَتْ لَكُـــم قِيـَـــــــمٌ (1)
غَنَّى بِهَا الشِّعْرُ فِي بَحْرٍ مِنَ الخُطَـــــــــــبِ
قَدَّمْتَ فَخَرًا لِكُلِّ الْعُرْبِ تَضْحِيَـــــــــةً
حِيْنَ اسْتَفَاقُوا عَلَى دَاجٍ مِنَ السُّحُــــــــــبِ
تَحْمِي الْعُرُوْبَةَ إِنْ حَلَّتْ مَصَائِبُهَــــــــا
وَلا تُعَانِـي مِنَ الأَوْصَابِِ والتَّعَـــــــــــبِ
أَشْرَقْتَ فِيْ زَمَنٍ هَيْهَاتَ نَعْلَمُـــــــــهُ
حِينَ ارْتَقَيْتَ فُوَيْقَ المُزْنِ وَالشُّهُـــــــــــبِ
أَنْتَ العَرِيْنُ لِمَنْ دُنْيَا بِهِمْ فُزِعَــــــــتْ
مَنْ حَلَّ فِيْهِ تَفَاْدَىْ عِلَّةَ الوَصَــــــــــــبِ
أُرْدُنُ مَهْلاً فَأَنْتَ الرُّوْحُ فِيْ بَدَنِــــــــيْ
وَأَنْتَ شَمْسٌ زَهَتْ فِيْ غَيْرِ مُحْتَجَــــــــــبِ
تَشْفِي العَلِيْلَ بِإِحْسَانٍ وَمَرْحَمَـــــــــةٍ
وَتَرْسُمُ الْمَجَدَ فِيْ أُنْسٍ مِنَ الطَّـــــــــــرَبِ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المَأمُوْنُ جَانِبُـــــــــــهُ
نِلْتَ الْمَكَارِمَ فِيْ عَالٍ مِنَ الرُّتـَـــــــــــبِ
إنْ صَابَ صَدْعٌ رُبَىْ عُرْبٍ وَقَفْتَ لـــــــَهُ
كَالْلَيْثِ يَزْأَرُ فِيْ سَطْوٍ وَفِي ْغَضَــــــــــــبِ
أَفْدِيْكَ رُوْحِيْ فِدَاءً لاَ أَضِنُّ بَِهَــــــــَا
يَا مَنْ تَرَبْعَتَ فِيْ الأَحْدَاقِ والْهُـــــــــــدُبِ
فِيْ كُلِّ نادٍ هَتَفْتُ الشِّعْرَ يَا وَطَنِـــــــيْ
إِلاَّ اتَّخذْتُكَ نِبْرَاسًــــــا إِلَـــــــى الأَدَبِ
يَا مَنْ رَكِبْتَ ذُرَى الأَخْطَارِ مُعْتَزِمــــــَاً
نَيْلَ المَكـَارِمِ فِيْ كَفٍّ مِنَ الْلَهَــــــــــــبِ
مَا أَنْتَ إلاَّ عَظِيْمُ الشَّأنِ فِيْ زَمَـــــــنٍ
فِيْهِ الْحَقَائِــقُ قَدْ آلَتْ إِلَى الكَـــــــــِذبِ
فَأَنْتَ أَوْلَى لأَنْ تَرْقَىْ عَلَىْ فَلَـــــــكٍ
بَدْرَاً لَعَمـْـرِي بِلاَ شَكٍ وَلاَ رِيَــــــــــبِ
وَكَيْفَ تَخْشَى ذِئَابَاً أَنْتَ جَاعِلَهُـــــــمْ
يَوْمَ الْمَعـَارِكِ أَشْلاءً مِنَ الْعَطَـــــــــــبِ
فَأَنْتَ سَيْفٌ شَدِيْدُ الْفَتْكِ مَضْرَبُـــــــهُ
وَسَيْفُ غَيْرِكَ مَصْنُوْعٌ مِنَ الْخَشَـــــــــــبِ
بَلْ أَنْتَ فِي الحَقِّ لَمْ تَنْطِقْ بِمُنْدِيَـــــــةٍ
نِعْمَ الصَّدُوْقُ إِلَى الأَقْــــــــــوَالِ وَالأَرَبِ
لِتَبْقَ يَا مَوْطِنَ الأَشْرَافِ فِيْ صُعُـــــــدٍ
وَالآخَرُوْنَ وَشَرُّ الإِفْكِِ فِيْ صَبَــــــــــــبِِ
إِنْ أَجْرَعِ الْمُرَّ فِي الأُرْدُنِ عَاذِلَتِــــــيْ
خِلْتُ الشَّرَابَ مَذَاقًا مِنْ جَنَى العِنَــــــــــبِ
فَالشَّوْكُ وَرْدٌ بِدَارٍ طَابَ مَسْكَنُهَـــــا
وَالشَّهْدُ مُرٌّ بِدَارٍ لَمْ تَكُـنْ طَلَبِــــــــــــيْ
أُرْدُنُنَا أَوْلاً فِيْ القَلْبِ أَحْضُنــــــــــُهُ
إِنْ غِبْتُ عَنْهُ فَعَنْ جَفْنَيَّ لَمْ يَغِــــــــــــبِ
بَجَّلْتُ مَنْ جَعَلَ الأُرْدُنَ قَافِيَــــــــــةً
تُحْيي المَسَامِعَ بِالتَّصْمِيـْـم ِلاَ الْلَعِــــــــــبِ
فَأَنْتَ أَحْرَى لأَنْ تَبْقَىْ مَنَارَ غَـــــــــدٍ
وَتَبْعَثَ الْمَجْدَ فِيْ الأَفْرَاحِ وَالْلُجُـــــــــــبِ
فالعُرْبُ دُوْنَكَ لا رُوْحٌ وَلا بَــــــــدَنٌ
وَدُوْنَ بَدْرِكَ (2) في حَيْصٍ(3) وَمُضْطَـــــــــرَبِ
(1) : قيم : اسم كان مؤخر
(2) : بدرك : المقصود به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله -.
(3) : حيص : حيرة ويقال في المثل : حيص بيص