النفوذ الأدبي للبنك المركزي

تم نشره الثلاثاء 04 شباط / فبراير 2014 01:26 صباحاً
النفوذ الأدبي للبنك المركزي
د. فهد الفانك

يملك البنك المركزي أدوات معروفة لممارسة السياسة النقدية التي تحفز البنوك للأخذ بالسلوك المرغوب فيه. وكان البنك المركزي قد تخلى منذ سنوات عديدة عن أسلوب ممارسة السياسة النقدية بالأوامر الإدارية ، مثل تحديد حدود عليا أو دنيا لأسعار الفوائد على الودائع والتسهيلات المصرفية ، بعد أن ثبت عدم جدوى ذلك الأسلوب.

يصعب تطبيق مسطرة واحدة على بنوك ذات أوضاع مالية مختلفة ، فهناك بنوك تنام على سيولة عالية ولا تتوسع في الإقراض من قبيل التحفظ ، وبنوك أخرى توسعت في الإقراض لزيادة الربحية وتوسيع حصتها من السوق المصرفية ، فكيف يمكن تطبيق أمر بسعر فائدة موحد على كل البنوك.

ركز البنك المركزي على تحريك سلم سعر الفائدة على معاملاته مع البنوك ، فرفع أسعاره عندما كان مهتماً بزيادة جاذبية الدينار ومكافحة حركة الدولرة. لكنه بعد زوال هذه الأسباب ، عاد لتخفيض سلم أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال خمسة أشهر عندما زاد الطلب على الدينار ، وتعززت الثقة العامة ، وانعكست عملية الدولرة ، وتحقق الاستقرار وأصبح بالإمكان إعطاء أولوية للنمو الاقتصادي.

تجاوب البنوك مع قرار البنك المركزي بطيء أو معدوم ، ذلك أن أسعار الفائدة على الودائع والتسهيلات تتقرر على ضوء العرض والطلب ، وتتفاوت من بنك إلى آخر ومن عميل إلى آخر.

رفع أو خفض سلم الفوائد التي يتعامل بها البنك المركزي لا ُتلزم البنوك ، وقد لا تحفزها على رفع أو خفض أسعار الفائدة إلا فيما يتعلق بسوق ما بين البنوك الذي يظل سعر الفائدة عليه مرتبطاً بسعر الفائدة الذي يدفعه البنك المركزي على ودائع الليلة الواحدة التي تسمى أحيانأً سيولة فائضة.

محافظ البنك المركزي يدرك هذه المحددات ولذلك يلجأ أحيانأً إلى نفوذه الأدبي كما فعل عندما حث البنوك على سرعة تخفيض أسعار الفائدة على القروض بنفس السرعة التي تخفض بها أسعار الفائدة على الودائع.

والواقع أن تخفيض الفوائد على الودائع لم يحدث لا بسرعة ولا ببطء ، وما زالت البنوك تتنافس للحصول على الودائع لاجتماع حافزي الربح والنمو. وإذا أراد البنك المركزي تحفيز البنوك على الإقراض بأسعار فائدة معتدلة فما عليه سوى التوقف عن دفع فائدة على الفوائض النقدية التي تحتفظ بها البنوك في نافذة الليلة الواحدة.

النفوذ الأدبي للبنك المركزي وارد ولكن معه شيء من القطران.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات