صندوق النقد الدولي جزار أم جراح؟

تم نشره الجمعة 07 شباط / فبراير 2014 12:27 صباحاً
صندوق النقد الدولي جزار أم جراح؟
د. فهد الفانك

ليس عيباً أن تطبق دولة ما برنامجاً للتصحيح الاقتصادي بإشراف صندوق النقد الدولي، العيب يكمن في السماح للوضع المالي بالتدهور لدرجة تجعله بحاجة إلى هذا البرنامج.

لا يستطيع منصف أن يجادل صندوق النقد الدولي في صحة الوصفة التي يقدمها للحكومات المأزومة، فالاتجاهات والتفاصيل صحيحة علميأً. السؤال: لماذا نحتاج للصندوق لكي يرشدنا إلى الطريق الصحيح ويردنا عن التوغل في الانحراف؟.

بعض الذين يهاجمون برنامج التصحيح الاقتصادي ينطلقون من عموميات وشعارات مثل الخضوع لإملاءات الصندوق، دون أن يحددوا الإملاءات التي يعترضون عليها أو يقترحوا بديلاً لها.

الحكومات الأردنية المتعاقبة مسؤولة عن إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه مما فرض اللجوء إلى الصندوق، ولكن أصحاب الأصوات العالية من طلاب الشعبية مسؤولون أيضاً، فهم الذين يضغطون من أجل التوسع في الدعم الاستهلاكي، وتخفيض الأسـعار، وزيادة الرواتب، وتخفيض الضرائب، دون مراعاة للموارد المحدودة. وهذه وصفة مؤكدة للأزمة التي تستدعي دعوة خبراء الصندوق ليفحصوا وينصحوا، ومع النصيحة (الشروط) يأتي توفير التمويل اللازم بحيث يمكن القيام بعملية الإصلاح بأقل كلفة اجتماعية، وعلى مدى زمني معقول، بدلاً من العلاج بالصدمة.

أهل اليمين من الإخوان المسلمين وأهل اليسار من الأحزاب القومية واليسارية، يرفعون شعارات من شأنها دفع البلد إلى أحضان صندوق النقد الدولي عن طريق توسيع فجوة العجز المالي في الموازنة وما يتبع ذلك من التورط في المديونية التي تتجاوز حدود الأمان.

الذي يؤيد السياسات والقرارات التي يقترحها الصندوق هو الذي حذر وقرع أجراس الخطر وانتقد السياسات المؤدية إلى الأزمة والحاجة للصندوق، ولكن أحدأً لم يسمع.

صندوق النقد الدولي مكروه مثل طبيب الأسنان، لا تذهب إليه إلا إذا كنت تشعر بألم لا يطاق. وهو يستعمل أدوات قاسية ومزعجة، ولكن الذنب ليس ذنبه بل ذنب المريض الذي لم ُيراع ِ القواعد الواجبة لصحة الفم والأسنان، وعليه الآن أن يخضع لأوامر الطبيب ويدفع الثمن.

الحكومة المسؤولة لا تنتظر التعليمات من الصندوق، فالمفروض أنها أحرص على مصلحة الاقتصاد الوطني وحمايته وعليها أن تفرض على نفسها إجراءات أشد وأعمق مما يطلب الصندوق.

القرارات التي يقترحها الصندوق وتتهم بالقسوة ليست كافية، فهو متساهل، بغض النظر عن التقصير، ويلتمس الأعذار بالظروف الخارجية، ويدّعي أن تطبيق برنامج التصحيح يسير بالطريق الصحيح خلافاً للواقع.

( الرأي 2014-02-07 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات