مشروع قانون ضريبة الدخل

تم نشره الإثنين 10 شباط / فبراير 2014 12:53 صباحاً
مشروع قانون ضريبة الدخل
د. فهد الفانك

مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد في طريقه إلى مجلس النواب ويمكن تلخيصه بنقطتين: أولهما إعفاء 97% من المكلفين الأفراد، وهو تصرف شاذ يتناقض مع واجبات المواطنة، وثانيهما زيادة الضرائب على جميع أصناف الشركات مما يشكل حافزأً اقتصادياً سلبياً.

هذا التوجه يعني أن الدولة تفضل أن يعمل الناس كأفراد تعفيهم من الضريبة، وتحرضهم على عدم الانتظام في شركات يتسابق الوزراء والنواب على عصرها بطريقة انتقامية.

ليس هذا فقط بل إن التصاعد في فرض الضريبة على الشركات، وهو بدعة لا يعرفها العالم، يعني أن الدولة تعاقب الشركات الناجحة التي تحقق أرباحاً، وتراعي الشركات الفاشلة التي تعرج.

الشركات لا تدفع ضريبة على أرباحها فقط، بل تدفع ضريبة على الرواتب التي تدفعها لموظفيها بنسبة 13% تقريباً توردها إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي. أما الفرد الذي يعمل لحسابه الخاص فليس مكلفاً بهذه الضريبة.

التصاعد على الشركات لا يعاقب الشركات الرابحة فقط، بل يعاقب الشركات ذات رأس المال الكبير أيضاً، فمن الطبيعي أن تكون أرباح تلك الشركات عالية وإن كانت نسبتها إلى رأس المال متدنية ومع ذلك يفرض عليها التصاعد أن تدفع ضريبة أعلى.

إذا كان لا بد من مبدأ التصاعد على أرباح الشركات، فإن من الإنصاف أن لا تحسب شرائح الضريبة بالأرقام المطلقة، بل كنسبة من حقوق المساهمين، بحيث أن أول 5% تكون معفاة، وثاني 5% تدفع 10% وثالث 5% تدفع 15% ورابع 5% تدفع 20% وخامس 5% تدفع 25% وهكذا.

ونأتي إلى بند العقوبات على المخالفين الذين يخفون جزءاً من دخولهم للتهرب من دفع الضريبة عليها، وينص مشروع القانون على عقوبات بالسجن، مما يعني تجميد العملية الإنتاجية للمكلف وعدم دفع ضرائب عن الفترة التي يقضيها في السجن دون أن يحقق خلالها دخلاً.

التهرب من دفع الضريبة جريمة مالية وليس جناية، والجزاء العادل أن يفرض على المتهرب ضعف الضريبة التي تستحق على الميلغ الذي أخفاه، ولكن دون إيقاع عقوبة جسدية عليه وحجز حريته الشخصية وخسارة وظيفته أو نشاطه الإنتاجي كما يحدث لو كان المكلف طبيباً أو محامياً، حيث السجن يعني التوقف عن الخدمة والإنتاج، أي قتل الدجاجة التي تبيض ذهباَ.

( الرأي 2014-02-10 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات