بأمر من وزارة الصحة " يؤجل المرض .. تحت طائلة الدفع "

تم نشره الثلاثاء 27 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 04:37 صباحاً
بأمر من وزارة الصحة " يؤجل المرض .. تحت طائلة الدفع "
مصطفى شحادة ابو العينين

المدينة نيوز- كثير هم الذين بدت الدهشة على وجوههم وهم يحملون اطفالهم او قريبا لهم لمعالجته وصدموا بالقرار الذي اصدرته وزارة الصحة بالغاء العمل بالتامين الصحي في المستشفيات الحكومية عند مراجعتهم لها بما في ذلك تامين الاطفال دون سن السادسة وانهم مضطرون للدفع شانهم في ذلك شان غير المنتفعين بالتامين الصحي وانهم في حال رغبتهم بالانتفاع من التامين الصحي فعليهم ان يؤجلوا مرض اطفالهم او من وقع تحت وطأة المرض المفاجيء الذي لا يستحمل التاخير حتى تفتح المراكز الصحية ابوابها _ وكانه لا يكفيهم انهم واقعون تحت وطاة الفقر والعوز – وعدى ذلك فعليهم الدفع .

لا اعلم الدوافع التي حدت بوزارة الصحة لاتخاذ هذا القرار المفاجيء ، صحيح انها خففت من الاعباء الملقاة على عاتق الطبيب المناوب بشكل خاص والذي كان لا يعرف للراحة معنى وكان يعاين عددا من المراجعين يفوق قدرته ووقته وكان المراجعون يصطفون بالدور على باب عيادته حتى يتسنى لهم ان يتعالجوا وكذلك خففت من الضغط على المستشفيات بشكل عام خاصة وان الكوادر الموجودة فيها غير كافية لمعالجة الاعداد المتزايدة من المراجعين لها .

 وصحيح ايضا ان بعض المنتفعين بالتامين الصحي اساءوا استخدامه بالطريقة الصحيحة فاخذ بعضهم يراجعون المستشفيات الحكومية لمجرد سعال بسيط او زكام او ارتفاع في الحرارة اصاب  احدهم وربما وصل الامر ببعضهم انه اراد الاطمئنان على نفسه ليس اكثر رغم عدم شكواه من أي علة او مرض الا ان ذلك لا ينطبق على كثيرين ممن ظلمهم هذا القرار المجحف ممن لا يجدون في جيوبهم ثمنا لقوت عيالهم فكان عليهم ان يؤجلوا مرضهم او مرض اطفالهم حتى تفتح المراكز الصحية ابوابها امام المراجعين هذا مع العلم بان المراكز الصحية تفتح ابوابها من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر وتعطل يومي الجمعة والسبت والاعياد والعطل الرسمية فمن كان يحمل تامينا واراد الانتفاع به فعليه ان يراجعها اوقات الدوام الرسمي.

 وفيما عدا ذلك فلا مناص له من ان يراجع المستشفيات الحكومية لانه لا ولن يقوى على تحمل اعباء المعالجة في المستشفيات الخاصة ذلك ان الغالبية العظمى من منتفعي التامين الصحي هم من فئة الموظفين الذين يدفعون لقاء الانتفاع بالتامين الصحي الذي اصبح عديم الفائدة في حال الحاجة اليه وغالبيتهم من ذوي الرواتب المتدنية ، حالهم في ذلك حال الكثيرين ممن كانوا ياخذون اطفالهم لمعالجتهم في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والانتفاع من تامين الاطفال دون سن السادسة والذي صدر بمكرمة ملكية من جلالة الملك حفظه الله واصبح الانتفاع من هذه المكرمة ومن التامين الصحي مقصورا على اوقات معينة فقط هي اوقات الدوام الرسمي للمراكز الصحية او في حالة تحويل المريض منها الى المستشفيات الحكومية فقط  وكأن المرض يعرف زمانا او مكانا محددا له .

 يلجا الكثيرون الى مراجعة المستشفى الحكومي خاصة في الليل او بعد الساعة الثالثة ظهرا لعدم وجود بديل له ولان اغلبهم يحتاج  لعلاج قد لا يحتمل التاخير حتى صبيحة اليوم التالي وخاصة فئة الاطفال ممن لا يستطيع ذويهم تحمل اعباء المعالجة لهم سوى بالمستشفيات الحكومية ولا يستطيعون ايضا ان يتغاضوا عن مرض اطفالهم ويؤجلوه لوقت لاحق ليفاجأوا بانهم مضطرون للدفع وان التامين لاغ ولا قيمة له وقد يخرج احدهم من بيته بلهفة ودون وعي وهو يحمل طفلا صغيرا محموما او اصابه أي مكروه كان او يحمل قريبا له اعياه المرض واثقله ودون ان يتنبه لعدم وجود نقود كافية او عدمها من الاصل في جيبه .

اتمنى من وزارة الصحة ان تراجع قرارها هذا لما فيه من بالغ الضرر على عدد لا يستهان به من منتفعي التامين الصحي وبدلا من الغاء العمل بالتامين الصحية وتامين الاطفال دون سن السادسة في المستشفيات ان تدرس الطريقة المثلى للاستفادة به من المنتفعين بدلا من الغائه وان يكون هناك دراسة والية تخدم في محصلتها النهائية جميع الاطراف من الطبيب والمستشفى والمريض دون الحاق الضرر والاذى بأي طرف منهم .


Lord.mustafa@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات