انقاذ التعليم العالي والبحث العلمي

حتاج التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن إلى  "حركةٍ تصحيحيةٍ " عاجلةٍ وشاملةٍ تطال جميع جوانب العملية التعليمية ، يتم فيها مراجعة كافة المحاور التي يقوم عليها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من خططٍ وبرامجٍ وأعدادٍ للطلبة والأساتذة، وكذلك تطوير وزيادة المباني والمختبرات والمرافق وتوفير جميع متطلبات العمل الأكاديمي والبحثي من دون إغفالٍ للنهوض بالمستوى الاقتصادي لأساتذة الجامعات بشكلٍ يجعل المقابل المادي والمعنوي الذي يحصلون عليه يوازي – على أقل تقدير- جسامة المهمة التي ينهضون بها، ويجعل من مهنة التدريس والبحث العلمي خياراً معاشياً مجدياً لا بديلاً عن البطالة وقلة الحيلة.

كما لا بد من إعادة النظر بالجزء الأعظم من مناهج وطرق التدريس السائدة حالياً في مؤسسات ومعاهد التعليم العالي، والتركيز على تعليم الأجيال كيفية التفكير عِوضاً عن تعليمهم ما يفكرون به (How to think instead of what to think )، وذلك لضمان تخريج أجيالٍ قادرة على التعامل مع متطلبات العصر بعقلٍ مبدعٍ خلاّق، أجيالٍ تمتلك العلم والمهارات، وتستطيع إنتاج المعرفة وتطويرها وتوظيفها فيما يخدم المجتمع ويرتقي بحياة الإنسان بدلاً من مجرد حفظ المعلومات ونسيانها بعد سنواتٍ أو ربما أشهر من التخرّج.

هذه النقاط وغيرها موضوعةٌ على بساط البحث أمام صنّاع القرار المتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي أقولها بعد معايشةٍ لواقع أم الجامعات الأردنية والتي ربما – ولحُسن حظي- تُشكّلُ حالةً متقدمةً لواقع التعليم العالي والبحث العملي في الأردن راجياً من كلِ ذي علاقةٍ سرعة التعامل معها ومعالجتها بهدف إنقاذ التعليم العالي والبحث العلمي حتى لا نصل إلى حالةٍ نتحسر فيها على قطاعٍ رائدٍ واعدٍ فقدناه.