يا من كنت صديقي
يا من كنت صديقي كم يؤلمني صمتك الطويل على الجراح
ألا تسمع بكاء الأمهات وإستنجاد الأطفال والنواح
الحجر يبكي ألما والأهالي يستغيثون بين أنين وصياح
والشجر يندب على شعب طعنه الغدر بالسيوف والرماح
والطير هجر التغريد مكتئبا والوطن تملأه المآسي كل صباح
والسماء تذرف دما صار شلالا تسمع هديره من كل ناح
والأرض فتحت صدرها لشهداء صار الرصاص لهم وشاح
ألم تر كيف الصواريخ البالستية دمرت بيوتنا وحرقت البطاح
والقنابل العنقودية جعلت من مدننا ركاما تعيث بها الرياح
والكيمياوية قتلت أطفالنا الأبرياء في كل قصف وإجتياح
أليست مدينتي مدينتك وأهلي أهلك ونحن أخوة في الكفاح
وأليس وطننا ومصيرنا واحد فالندافع عنه بكل أنواع السلاح
لماذا لا تقول لا! للطاغية وتصبح للثورة مشعلا ومصباح
وتشجب المجازر اليومية وتهتف للحرية والتغيير والإصلاح
وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين من زنازن القاتل السفاح
وتسعى إلى إعادة المهجرين إلى وطن مليء بالأخوّة والسماح
وتعمل على إعادة سكان المخيمات إلى بيوت لها باب ومفتاح
وتجهد نفسك على فك الحصار عن مدن منكوبة بقوة والسلاح
صمتك صار عارا علينا وهل يدعك ضميرك تنام في إرتياح
لقد خاب ظني بك لأنك صامت ووصلت إلى هذا الحد من الإنبطاح