منطقة عجلون التنمويّة والفساد الممنهج

تم نشره الأربعاء 19 شباط / فبراير 2014 01:36 صباحاً
منطقة عجلون التنمويّة والفساد الممنهج
د.رحيل محمد غرايبة

منذ أن تم الإعلان الكبير بتحويل عجلون إلى منطقة تنموية، وأهل المحافظة التي تعد من أفقر مناطق المملكة ينتظرون التغيرات التي يمكن أن تطرأ على المحافظة وأهلها، ومضت عدة سنوات على هذا الانتظار الممل والقاسي بتوقع ولادة مشاريع تنموية تستوعب العاطلين عن العمل، في بيئة عجلون المميزة والتي تكتنز كمّاً هائلاً من الإمكانات المميزة والمتنوعة.

في مناقشة اللجنة المالية في مجلس النواب لهذا الملف، تبين أن هناك مجموعة من المخالفات العديدة التي تستحق التوقف من مجلس النواب ومن الهيئات المختصة، ومن أهل المحافظة والشعب الأردني كله، ومن جملة الأخبار المنشورة أنه تم تعيين موظفة مديرة لمشروع تطوير جبل عجلون براتب شهري قدره ( 6000) ستة آلاف دينار أردني فقط لا غير، حيث باشرت عملها في 8/11/2009، بقرار من مجلس الوزراء آنذاك، كما تم صرف سيارة حديثة لهذه الموظفة التي قدمت استقالتها في 1/4/2011.

الدهشة لا تنحصر في الراتب العالي جداً والذي يعادل رواتب ستة (دكاترة جامعة)، وفي صرف السيارة الحديثة، ولكن ما يدعو للدهشة بشكل أكثر فظاعة، أنه لم يتم القيام بأي عمل، ولم يتم الشروع بأية اجراءات حتى لو كانت بسيطة، وبعد استقالة الموظفة المذكورة، تم تعيين مدير جديد، مع تحويل مخصصات المشروع إلى منطقة البحر الميت.

الشعب الأردني تصيبه الحيرة والذهول أمام موضوع المناطق التنموية، التي تعد هيئات مستقلة، برواتب خيالية لموظفين لا يعرفون المناطق التي يديرونها، ولم يكلفوا أنفسهم مجرد زيارتها أو الإلتقاء مع سكانها الغلابى والحديث إليهم، وسماع وجهات نظرهم، والإطلاع على مشاكلهم ومعاناتهم فضلاً عن العجز بوضع دراسات وخطط وتنفيذ مشاريع بل تقول المعلومات انّه لم يتم تعيين موظفين بهذه الوحدة ولا باحثين ولا كادر اداري على الإطلاق، وكأن المشروع عبارة عن غطاء لعمليات نهب وسلب وتنفيع، واستهتار بهذا الشعب الطيب المنكوب.

نحن حتى هذه اللحظة عاجزون عن فهم هذه القصة، فهل تتفضل علينا الحكومة بشرح المسألة وتوضيح المجريات والتفاصيل المتعلقة بهذا الشأن بطريقة واضحة ومبسطة تتناسب مع عقولنا المتعبة.

من هو المسؤول تحديداً عن اتخاذ هذه القرارات، ومن هي الجهة المسؤولة عن المراقبة والمتابعة، وأين دور مجالس النواب، والأعيان ومجالس الوزراء والهيئات المختصة طوال هذه السنوات العجاف التي أذابت الشحم والتهمت اللحم، ودقت العظم، ونحن جميعاً نقف موقف البلهاء أمام ساعة الزمن التي لا ترحم.

أعتقد أنه آن الاوان للحكومة أن تنتقل إلى ملف المناطق التنموية بجديّة، وأن تفصح للشعب عما يتعلق بها من حقائق منذ انشائها، وبيان الخطط والمشاريع المعدّة، وبيان الناجح والمتعثر فيها من خلال جردة حساب شفافة، ويجب أن تسارع الحكومة بوضع اليد على الجرح النازف، ووقف التباطؤ في معالجة الفساد المستشري والممنهج والمشرعن والمغطى بقرارات رسميّة في مرحلة قاتمة من مراحل النهب والسطو على مقدرات الشعب الأردني.

( الدستور 2014-02-19 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات