حكومة وحدة وطنية متجانسة ضرورة

تم نشره الخميس 20 شباط / فبراير 2014 02:09 صباحاً
حكومة وحدة وطنية متجانسة ضرورة
سركيس نعوم

"المجلس الأعلى الاسلامي" العراقي صار الآن أقوى وبكثير مما كان عليه في السنوات الثلاثين الماضية. هذا ما يؤكده زعيمه السيد المعمّم عمار الحكيم استناداً الى القريبين منه أنفسهم. "اذ عنده ايمان كبير بالله وبالشعب. كما عنده شعور بأن الوضع الانتخابي للمجلس قد يكون أو سيكون جيداً جداً. والانتخابات العامة لم تعد بعيدة أبداً. ومن شأن ذلك أن يفتح باب رئاسة الحكومة أمام "المجلس" عبر أحد أعضائه. وهو ليس مترفِّعاً عن تولي هذا المنصب الرفيع، وليس زاهداً في اختيار شخصية كفوءة من أعضائه لشغله. لكنه لا يسعى اليه لا لتعفُّف عنده بل لأن قيادته تمتلك شعوراً كبيراً بالمسؤولية.

ما يريده المجلس هو أن ينتخب الشعب مرشحوه في الانتخابات النيابية. فاذا مكّنه من الحصول على أكثرية يصبح في امكانه طرح موضوع رئاسة الحكومة. لكن يجب أن يعرف الجميع، والسيد عمار الحكيم يعرف، أن في الأنظمة البرلمانية وخصوصاً في العراق ليس سهلاً الحصول وان بالانتخابات على أكثريات ساحقة، وأكبر أكثرية يمكن أن تتألف من خمس عدد أعضاء مجلس النواب أو حتى من سدسهم. ولذلك فانه من الأفضل قيام ائتلاف مع قوى سياسية ونيابية أخرى. واذا نجح ذلك ومن دون أن يمس برنامج "المجلس" فلماذا لا لرئاسة الحكومة. أما اذا فشل فانه سيستمر في عمله من خارج الموقع المذكور. ولهذا السبب وزّع المعنيون في "المجلس" مشروعه الانتخابي على معظم الكيانات السياسية المتنوعة من شيعية وسنّية وكردية. واذا أثمر ذلك فريقاً متجانساً فان "المجلس" لا يمانع في قيام حكومة وحدة وطنية تضم الجميع وتطمئن الجميع. الا أن الأمر المهم هو أن لا يكون ذلك على حساب التجانس والمشروع. ولذلك فان أي شروط تعطلهما سيكون مصيرها الرفض".

كيف عرف "المجلس الأعلى الاسلامي" انه أقوى اليوم أكثر من السنوات الثلاثين الماضية؟ سألتُ. أجاب القريبون منه ومن زعيمه المُعمَّم السيد عمار الحكيم: "نحن (أي "المجلس") حققنا في الانتخابات المحلية الأخيرة نجاحاً مهماً في محافظات الجنوب التي يبلغ عددها عشر والتي تشكّل البصرة الأهم من بينها. أردنا من هذه الانتخابات أن تكون أنموذجاً لعملنا.

وقد بدأ بعد فوزنا ممثلونا ممارسة مهماتهم الرسمية المحلية، فتمّ التعاقد مع شركة ادارة مشروعات أميركية يعتبرها المختصون الأكبر في العالم. وقد طلبنا منها جرد المشروعات التي قيل إن 20 مليار دولار قد صرفت لوضعها ومن ثم لتنفيذها. وتبين لهؤلاء وجود مشروعات وهمية كثيرة نُفِّذت على الورق فقط وتقاسم الفاسدون المبالغ المرصودة لها. سحبناها من الأدراج ونظفناها من الغبار وأعطيناها للشركة لتنفيذها ولكن بعد اعادة درسها كي تتناسب مع معطيات كثيرة استجدت منذ اقرارها. لزّمت الشركة الأميركية المشروع الى شركة بريطانية مختصة في هذا النوع من العمل ويعتبرها العارفون من أصحاب المراتب الأولى فيه. وتمّ تلزيم شركة أمنية بريطانية التخطيط للأمن. كما لُزِّمت شركات ايرانية بناء مساكن وتنفيذ مشروعات استراتيجية على كل، "أضاف القريبون أنفسهم" زار اليوم ولساعات السيد عمار الحكيم الكويت والتقى أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح وقال له: أنتم الأكثر تحسساً داخل مجلس التعاون الخليجي بمشكلات العراق وأوضاعه وتشعباتها الخارجية. ضعوا ايديكم في أيادينا لكي ننفِّذ مشروعات البصرة. انها محافظة محاذية لدول ثلاث هي الكويت والسعودية وايران.

عندما "تتعايش" الشركات العربية والأجنبية والايرانية في البصرة لا بد أن ينعكس ذلك ايجاباً على علاقاتها مستقبلاً. نجاح تجربة محافظة البصرة التي فيها ثمانية أقضية يمكن تعميمه على العراق اذا تحقّق".

كيف يرى السيد عمار الحكيم زعيم "المجلس الأعلى الاسلامي" الوضع الاقليمي؟ سألت. أجاب القريبون منه أنفسهم: "يرى جهات اقليمية دولية في مرحلة تقارب أو بالأحرى في مرحلة تحاور. ومشكلات الداخل في دول المنطقة لن تُحلّ في رأيه الا بشمولية العمل أي بتعاون كل الأطراف في المنطقة والعالم، ولا سيما الذين منهم فاعلون. السيد عمار الحكيم واقعي كما "المجلس" اجمالاً. ثم دار حديث عن أهمية أخذ المصالح في الاعتبار عند البحث مع كل دولة شيعية أو صديقة أو حتى اذا كان هناك خلاف معها.

فعلَّق القريبون "إن هذا الأمر يجب أن يجري مع الشعب العراقي أيضاً وتحديداً مع مكوِّناته كلها. فهو مؤلف من طوائف ومذاهب وعرقيات

. لكن أفراده كلهم يريدون عملاً وطبابة وتعليماً ومساكن وبنى تحتية. بماذا علّقت على هذا الكلام؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات