نهاية الحل السياسي لسوريا

تم نشره السبت 22nd شباط / فبراير 2014 12:53 صباحاً
نهاية الحل السياسي لسوريا
د. فهد الفانك

عقد مؤتمر جنيف (2) على جولتين. الجولة الأولى فشلت ولم تسفر عن شيء، والجولة الثانية لم تفشل فقط بل أغلقت الباب على جنيف (3).

انعقاد المؤتمر كان مجرد نشاط عربي ودولي لإبراء الذمة، وإيهام الرأي العام أن المجتمع الدولي موجود، وأنه ليس غافلاً عن المأساة السورية.

نجاح مؤتمر جنيف كان مستحيلاً من حيث المبدأ، فالصراع بين الجانبين ليس حول بعض الاجتهادات حتى يمكن الاتفاق على حلول وسط، بل هو صراع وجود، فسوريا لا تتسع للنظام والمعارضة المسلحة معأً، وليس من المتوقع أن يوافق أحد الطرفين على الإنتحار لحساب الطرف الآخر. يضاف إلى ذلك أن وفد المعارضة لا يمثل المعارضة الفاعلة على الأرض والممثلة بالمنظمات المسلحة المتصارعة.

فشل المؤتمر يجب أن يضع حداً للحديث عن حل سياسي للمعضلة السورية. صحيح أن الحل السياسي مفضـّل، ولكن ما العمل إذا كان مستحيلاً، كما لا يريد أحد أن يعترف.

من الناحية الظاهرية البحتة يعتبر فشل مؤتمر جنيف أمرأً مؤسفاً، لأن الطرفين يدعيان أنهما يوافقان على الحلول ولا يختلفان إلا على ترتيب الأولويات.

الحل المقترح والمقبول شكلاً من جانب الطرفين هو حكومة انتقالية ومحاربة الإرهاب، والسؤال يكمن في أسبقية البيضة أم الدجاجة.

الوفد الحكومي يقول أن الأولوية لمحاربة الإرهاب ومن ثم التوافق على حكومة انتقالية، ووفد الائتلاف الوطني يقول أن الأولوية لقيام حكم انتقالي يشرف على عملية مكافحة الإرهاب ويديرها.

هذا النوع من الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات لا يمكن أن ينتهي إلا بهزيمة هذا الفريق أو ذاك، ولولا ذلك لكانت هناك حلول توفيقية يتم من خلالها تزامن الحلول مع ضمانات عربية ودولية.

ماذا بعد؟ هل يظل الاخضر الإبراهيمي يدور في حلقة مفرغة فلا تستفيد من تحركاته سوى شركات الطيران والفنادق؟ أم أن هناك فصلاً جديدأً يجري الإعداد له بهدوء.

هذا الفصل الجديد الذي سيأخذ مجراه في السنة الرابعة من الصراع الدموي، هل سيكون من داخل سوريا أم من خارجها، وهل تعود فكرة التدخل الخارجي على الطريقة الليبية لاستكمال عملية تدمير سوريا، وهل يمكن توريط بعض جوار سوريا في الصراع مقابل مزايا مالية ومعنوية؟

( الرأي 22/2/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات