خسائر الكهرباء والماء إلى متى؟

تم نشره الإثنين 24 شباط / فبراير 2014 01:11 صباحاً
خسائر الكهرباء والماء إلى متى؟
د. فهد الفانك

المشاكل التي تواجه صانع القرار الاقتصادي عديدة يبرز منها موضوعان لا يمكن تجاهلهما هما الكهرباء التي تعاني من عجز يقترب من أربعة مليارات من الدنانير، والمياه التي تعاني من عجز يقاس بمئات الملايين من الدنانير ذلك أن تعرفة الكهرباء والماء لا تغطي الكلفة.

شركة الكهرباء الوطنية التي تملكها الحكومة حققت عجزأً صافياً حتى نهاية 2012 يبلغ 3ر2 مليار دينار، يضاف إليها 4ر1 مليار في نهاية 2013، ليصل العجز المتراكم إلى 7ر3 مليار دينار ممولة بسندات بمبلغ 2 مليار دينار مكفولة من الحكومة و7ر1 مليار دينار حولتها الخزينة نقدأً إلى الشركة لتمكينها من تسديد التزامات مستحقة.

الحكومة واعية تماماً لهذه المشكلة، ولديها خطة لتخفيض خسائر الكهرباء بشكل تدريجي بحيث يمكن استرداد الكلفة الكاملة بعد أربع سنوات، الأمر الذي يتطلب زيادات مضطردة في التعرفة، ستقابل بالشكوى والتذمر ومهاجمة القرارات دون أن يكون لدى المعترضين بديل.

إلى جانب ذلك يكثر الحديث عن بدائل، ولو كانت جزئية، مثل البدء بالاستثمار في الطاقة المتجددة، واستعمال الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء، وتهيئة ميناء العقبة لاستقبال الغاز الطبيعي، وأخيراً وليس آخراً مشاريع لترشيد استهلاك الطاقة.

الثقب الأسود الثاني الذي يبتلع المال العام ويراكم العجز والخسائر والمديونية هو سلطة المياه.

يقول وزير المالية في خطاب الموازنة الاخير أن الخزينة سددت عن السلطة 177 مليون دينار نقدأً، ودفعت 35 مليون دينار كسلفة لسداد مستحقات، وهي سلفة نعرف تمامأً أنها لن ُتسترد، ويبقى مطلوبأً حتى نهاية 2013 حوالي 90 مليون دينار أخرى. أي ما مجموعه 300 مليون دينار.

يذكر أن على سلطة المياه سندات بمبلغ 400 مليون دينار مكفولة من الحكومة، وسوف يستحق منها 250 مليون دينار خلال عام 2014.

هذا الوضع الشاذ غير قابل للاستمرار، فلا بد من علاج سريع من المؤكد أنه سيكون مراً ومؤلماً. وبالرغم من تعـدد الإجراءات المطلوبة، إلا أن زيادة التعرفة تبقى أهمها، فهل يتقبل المواطن حلولاً مرة ومؤلمة.

من المفيد أن يعرف المواطن أنه سيدفع الكلفة الحقيقية للكهرباء والماء، إما مباشرة عن طريق الفاتورة الشهرية بنسبة استهلاكه، أو بشكل غير مباشر عن طريق الضرائب والتضخم، حيث يوزع العبء على الجميع دون تمييز بين الغني والفقير كما تستطيع التعرفة أن تفعل.

( الرأي 24/2/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات