الملك ومبارك : ضرورة الوقف الفوري للاجراءات الاسرائيلية الاحادية التي تقوض فرص السلام
المدينة نيوز- عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى ارض الوطن اليوم بعد زيارة عمل الى جمهورية مصر العربية استمرت عدة ساعات .
واجرى جلالته خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس المصري في القاهرة تركزت على تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وجهود تحقيق السلام فيها اضافة الى سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
واكد جلالة الملك والرئيس مبارك اهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي المستهدفة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال اطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اسرع وقت ممكن استنادا الى حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة خصوصا مبادرة السلام العربية.
وجرى في ذات الوقت بحث النتائج الكارثية المترتبة على تفويت فرصة تحقيق السلام على امن واستقرار المنطقة.
واكد جلالته والرئيس المصري ضرورة الوقف الفوري للاجراءات الاسرائيلية الاحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام خصوصا بناء المستوطنات والاجراءات التي تهدد هوية القدس الشريف والاماكن المقدسة فيها.
وشدد الزعيمان في المباحثات التي تخللها مادبة غداء اقامها الرئيس المصري تكريما لجلالته والوفد المرافق على ضرورة تعزيز التنسيق العربي خلال هذه الفترة الحرجة لتوحيد المواقف حيال التحديات الراهنة في المنطقة ومساعي تحقيق السلام العادل والشامل فيها.
وعلى الصعيد الثنائي اكد الزعيمان حرصهما على ادامة التنسيق والتشاور ازاء القضايا التي تهم البلدين والعمل على الارتقاء بعلاقات التعاون والبناء عليها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين مشيرين في هذا الاطار الى اهمية اجتماعات اللجنة الاردنية المصرية العليا المشتركة التي ستعقد في القاهرة خلال النصف الثاني من الشهر الحالي برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الرقاد والسفير الاردني في القاهرة الدكتور هاني الملقي.
كما حضرها عن الجانب المصري رئيس الوزراء احمد نظيف ووزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي.
ووصف الظروف الحالية بـ "الصعبة" ، مشيرا إلى أن هناك الكثير من العقبات على الطريق ومع ذلك فإن أحدا منا لا يستطيع أن يتحمل فى المستقبل مسؤولية إضاعة الفرصة لإنجاح جهود السلام.
وشدد في تصريحات صحفية مشتركة مع نظيرة المصري احمد ابو الغيط عقب القمة الاردنية المصرية على أن فرصة تحقيق السلام لا تزال موجودة وبخاصة بعد تولى الرئيس الأميركى الحالى مسئولياته فى الإدارة الجديدة وانخراطه المباشر فى ملف الشرق الأوسط.
وقال جودة إننا نرى أن هناك عقبات وصعوبات فى تجاوز الهوة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.
وأشار فى هذا الخصوص إلى أهمية المرجيعات التى جاءت على لسان الرئيس الأميركى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بما فيها عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وأن كل قضايا الحل النهائى مطروحة على الطاولة.
وأعرب عن أسفه لما شهدته الفترة الماضية من استمرار للاجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب ، وخاصة فى القدس الشريف ، التي شهدت عدة حوادث تصعيدية كان من الممكن أن تتحول إلى أزمات كبرى ، مؤكدا أن الإجراءات أحادية الجانب هى مسألة مرفوضة من حيث المبدأ وبخاصة فيما يتعلق بالقدس ، وما يتعلق بذلك من عمليات للاستيطان والتهجير والحفريات وغيرها .
وشدد على أن القدس بالنسبة لنا وكما أكد جلالة الملك هى "خط أحمر" ويجب أن تكون رمز وعنوان السلام لأتباع الأديان السماوية الثلاثة.
وأشار إلى أنه فى ضوء الإجتماعات التى جرت بالأمس بين الرئيس الفلسطينى ووزيرة الخارجية الأميركية ومبعوث السلام الأميركى جورج ميتشيل فى الإمارات العربية المتحدة يبدو أن هناك صعوبة، والحقيقة أن علينا أن ندعم السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس أبومازن الذى يبدى إلتزاما متواصلا بالتعاون فى جهود السلام، خاصة وأنه يعكس الموقف الفلسطينى الذى هو فى مجمله الموقف العربى الذى بلورته بوضوح المبادرة العربية للسلام.
من جهته قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس محمد حسني مبارك تركزت على الوضع في المنطقة بصفة عامة والمسألة الفلسطينية بوجه خاص وكيفية استعادة جهد السلام مرة اخرى وتجاوز العقبات التى تتعرض لها هذه العملية السياسية.
وقال اننا نرى ان جهود السلام تتعرض لمشكلة حقيقية وهذه المشكلة تعود اساسا إلى تصميم الجانب الإسرائيلي على عدم الإلتزام بخطة خريطة الطريق التي تطالب بالوقف الكامل لعمليات الإستيطان حيث انه من غير المنطقي و المقبول ان يقال اننا نستطيع ان نمضي في مفاوضات ثم نستمر في مسائل الإستيطان وبخاصة في القدس الشريف، ومن هنا فإننا في مصر نتفهم الرؤية الفلسطينية في هذا الخصوص، ونأمل ان يحصل الجانب الفلسطيني على ضمانات في ضوء ما تحدث به الرئيس الأميركي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الإستيطان والقدس وجهد السلام بصفة عامة والإنسحاب من الأراضي المحتلة وإنهاء هذا الإحتلال.
وفي رد على سؤال حول الضمانات المطلوبة عربيا لمنع اضاعة الوقت ازاء جهود السلام قال ابو الغيط ان الضمانات يجب ان تأتي من الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، وان على اميركا ان تعلن بأكبر قدر من الوضوح التزامها بتنفيذ ما تحدثت به امام الجمعية العامة للامم المتحدة وفي بياناتها وان تشارك بالكامل مع طرفي المفاوضات اذا ما تقرر ان تبدأ هذه المفاوضات التى لن تبدأ سوى بوجود ضمانات أميركية ودولية .
واضاف انه يمكن النظر ايضا في ضمانات قد تأتي من مجلس الأمن بالإضافة إلى ضرورة تحديد الإطار الزمني الذي تتم فيه هذه المفاوضات لأننا نشهد محاولات مستمرة لإضاعة الوقت.
وشدد أبوالغيط على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بإطار زمنى محدد لعدم إضاعة الوقت والتوصل إلى نتائج ملموسة فى هذا الإطار .
وتوقع وزير الخارجية المصري عقد اجتماع وزاري قريب للجنة المتابعة العربية للاستماع الى تقرير من الرئيس الفلسطيني حول المشاورات التى درات مؤخرا مع الأميركيين مشيرا الى ان مصر ستقدم بدورها تقريرا حول جهودها لإتمام المصالحة الفلسطينية .
ورفض الوزير المصري ما يشاع عن تراجع الدور الاميركي ازاء جهود السلام وقال انه لا ينبغي ترديد مثل هذا الكلام فهناك جهود اميركية تبذل ولكنها ليست كافية للضغط على اسرائيل للاستجابة إلى متطلبات العودة إلى المفاوضات كما ان الجانب الاميركي بحاجة الى بذل المزيد من الجهد مع الإسرائيليين لانه من الصعب ان نشهد المزيد من التفاعل وانطلاقة قريبة من المفاوضات طالما بقيت الأمور هكذا فلا بد من توفير ضمانات الى الطرفين العربي والفلسطيني بما يزيل مخاوفهم من اضاعة الوقت.
وكان في وداع جلالة الملك في مطار القاهرة الدولي رئيس الوزراء احمد نظيف ووزير الخارجية احمد ابو الغيط وعدد من كبار المسؤولين المصريين والسفير الاردني في القاهرة الدكتور هاني الملقي واركان السفارة .
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني وصل إلى القاهرة اليوم الأحد وكان في مقدمة مستقبلي جلالة الملك في مطار القاهرة الدولي فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ابو الغيط وعدد من كبار المسؤولين المصريين والسفير الاردني في القاهرة الدكتور هاني الملقي واركان السفارة .
ورافق جلالة الملك في الزيارة التي تستمر عدة ساعات رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الرقاد .
وأدى سمو الأمير علي بن الحسين اليمين الدستورية بحضور هيئة الوزارة نائبا لجلالة الملك.