لعبة الديمقراطية !!

تم نشره الأربعاء 26 شباط / فبراير 2014 02:03 صباحاً
لعبة الديمقراطية !!
د. عبدالله العمادي

لو سألتك وقلت: هل ترى بأن الديمقراطية لعبة يتسلى بها البعض لمآرب وحاجات بالنفوس؟ تأخذك الحماسة وتقوم بالإجابة الفورية دون تردد، اعتماداً على ما بذهنك من صور شتى عنها في أكثر من موقع بالعالم.. نعم، قد تقول على الفور إنها لعبة يمارسها بعض الساسة في عدد من الدول، فيما ينشدها البعض الآخر في دول أخرى، ولا يفكر فيها آخرون البتة في مواقع ثالثة لظروف محيطة بهم.

الإجابة في ظني أنها ليست سهلة كما قد يتوقعها البعض ، لكنها قابلة للتعـدد كالديمقراطية نفسها، فمن يقول إنها لعبة يستند إلى أدلة وبراهين من واقع الممارسة هنا أو هناك. أما الذي يخالف ذاك الرأي فله حججه أيضاً.. بمعنى آخر، لا يمكنك أن تفرض إجابتك على من يخالفك الرأي في فهم الديمقراطية.

الديمقراطية يمكن أن تتحول إلى لعبة تبعاً لمن يـريد أن يلعـبها لمآرب في نفسه، أو إلى ممارسة حقيقية لمن يريدها واقعاً حقيقياً جالباً للمصلحة العامة.. هناك أنظمة ودول ديمقراطية ترتفع نسبة صدقيتها في ممارسة العملية الديمقراطية إلى ما فوق المعقول والمنطق، فيما أخرى تقل وتقل تبعاً لمستوى الوعي العام بالبلد، وعمق الثقافة والتفكير والفهم لدى العامة قبل النخبة.

طبيعي أن العالم الغربي متقدم في هذا المجال باعتبار الأقدمية في تناول هذا المشروع وممارسته لهذا النظام من الحكم وإدارة الدول، وواقعه الحالي نتيجة طبيعية ودلالة على ارتفاع نسبة جدية الممارسة الديمقراطية وعدم اعتبارها لعبة.. فيما العالم الثالث النامي، لك أن تختار ما تشاء. فما زال هذا العالم ينمو في العديد من المجالات، وليس مجال الحكم فقط. وأحسب القائل الذي يرى أن الديمقراطية لعبة أو وسيلة لتحقيق أهداف أو مآرب محددة، ما قال ذلك إلا من بعد أن تكونت عنده صورة ذهنية غاية في السوء عن الديمقراطية الممارسة في العالم الثالث، والعربي جزء كبير منه.

بالطبع لا يمكن القول بهزلية هذا النوع من الممارسة السياسية للحكم، فهي في ذاتها من أفضل ما توصلت البشرية إليه في إدارة الدول وممارسات الحكم، ولا تكمن المشكلة في ذات العملية بقدر ما هي كامنة في الممارسين أو الذين يتخذونها لأغراض معينة واضحة أو مستترة.. نعم هي لعبة، بل ولعبة كبيرة إن تم اتخاذها مطية لتحقيق مصالح خاصة أو ضيقة جداً، فيما هي راقية ونافعة ومن أفضل أساليب الحكم، لو صارت وسيلة لإدارة وحكم الناس، وعلى جميع المستويات وفي غالب المجالات.

 (الشرق 2014-02-26 )

 

 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات