المقدسي يدعو الجولاني لإلغاء مهلة " تنظيم الدولة "
المدينة نيوز :- دعا منظر التيار السلفي الجهادي الأردني عصام البرقاوي الشهير بأبي محمد المقدسي أمير جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني لإلغاء المدة التي حددها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد مقتل القيادي البارز في حركة أحرار الشام أبو خالد السوري، فيما أفتى بعدم شرعية الشروط التي وضعها تنظيم الدولة وللقبول بمبادرة الأمة التي أطلقها الداعية عبد الله المحيسني.
وفيما بدت لهجة المقدسي أكثر هدوءا تجاه تنظيم الدولة الذي وجه له انتقادات لاذعة سابقا، إلا أنه حمله ضمنا مسؤولية فشل المبادرات التي سعت للصلح بين تنظيم الدولة والفصائل الإسلامية وفصائل الجيش الحر، وقد شهدت المناطق الشمالية من سوريا معارك عنيفة بين هذه الأطراف على مدى الشهرين الماضيين.
الرسالة "الصوتية"، التي أوسلها القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي الملقب بأبي سياف الى "الجزيرة نت"، والذي أكد بدوره أنها وصلته عبر وسيط- حملت ثلاثة عناوين.
المهلة والانسحاب
العنوان الأول كان حول المهلة التي حددها الجولاني لتنظيم الدولة، حيث شدد المقدسي على أمير جبهة النصرة بـ"ألا يحدد مدة" لذلك التنظيم ما دام الأخير ينسحب من مناطق في شمال سوريا، مؤكدا أن الهدف هو "أن يحقن الله دماء المسلمين". وجاء في الرسالة "أنصح ألا يحددوا مدة ما داموا انسحبوا من المواقع، ونسأل الله أن يحقن دماء المسلمين".
وأثنى المقدسي على الجولاني بوضوح قائلا "نحن أخذنا على الجولاني أنه رجل عاقل، ونتمنى أن يهديه الله إلى سواء السبيل، وألا يحدد وقتا للانسحاب حتى لا يكون سببا في إشعال نار فتنة جديدة، فنحن سمعنا عنه ما يسر وأنه رجل عاقل".
العنوان الثاني في الرسالة الصوتية أفتى فيه المقدسي بعدم شرعية الشروط التي وضعها تنظيم الدولة للصلح مع الفصائل التي قاتلته في شمال سوريا، والتي انتهت إلى إفشال ما عرف بمبادرة الأمة التي تبناها عبد الله المحيسني ، وفقاً للجزيرة .
الموقف من التنظيم
وقال المقدسي "منذ أن رفض إخواننا في الدولة الصلح، وفي النفس شيء، ومع ذلك لم نذكرهم إلا بخير، وكنا نتمنى ولا زلنا ولم نفقد الأمل ونحن لا نريد أبدا أن نحرض عليهم أو أن يسفك دم أي أحد سواء كان من الدولة أو من النصرة، ونتمنى من الله أن يهدي إخواننا أجمعين في الدولة والنصرة وسائر الفصائل التي تسعى لتحكيم شرع الله، وحقن دماء المسلمين".
ودعا المقدسي في رسالته الجميع إلى التفكير في حديث النبي عليه الصلاة والسلام "لزوال الدنيا أهون على الله من سفك دم مسلم"، وشرح "أي مسلم فكيف بخلاصة الموحدين والمجاهدين في بلاد الشام"، كما قال.
ودعا المقدسي الجميع لعدم إعاقة مبادرات الصلح بين الفصائل بسوريا، وأضاف "نقول لإخواننا في الدولة وغير الدولة اتقوا الله في دماء المسلمين، ولا تعوقوا أي بادرة من بوادر الصلح بشروط لا ينبغي أن تشترط".
وزاد "هم يعرفون (الدولة) أن هذه الشروط التي وضعوها تنطبق على إخواننا في النصرة والأحرار، وهؤلاء إخوة يرفعون راية نقية مثل رايتهم منذ بداية الجهاد وعليهم أن يتآلفوا ويتوحدوا".
رؤية شرعية
العنوان الثالث كان ملاحظة من المقدسي "جاء فيه تأكيد منه على أنه ينطلق من رسائله التي يوجهها "للمجاهدين في سوريا" من رؤية شرعية تسعى لحقن الدماء.
رسالة المقدسي جاءت بعد أيام من مقتل القيادي بحركة أحرار الشام أبو خالد السوري
وجاءت رسالة المقدسي بعد أيام من المهلة التي حددها الجولاني لتنظيم الدولة والتي تلت مقتل أبو خالد السوري القيادي بحركة أحرار الشام، ومبعوث أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للفصل في الخلاف بين تنظيمي جبهة النصرة وتنظيم الدولة.
وفيما وجهت أصابع الاتهام في اغتيال أبو خالد السوري لتنظيم الدولة، نفى الأخير علاقته بالحادث. كما جاءت الرسالة بعد يومين من انسحاب القوات التابعة لتنظيم الدولة من 15 بلدة في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة شمال سوريا، لتنحصر سيطرته على مدينة الرقة ومناطق من الحسكة ودير الزور وبعض مناطق ريف حلب.
وكان المنظر البارز في التيار السلفي الجهادي أبو قتادة الفلسطيني قد أعلن الخميس الماضي وأثناء جلسة لمحاكمته أمام محكمة أمن الدولة الأردنية تأييده لمهلة الجولاني، غير أن مراجع سلفية جهادية بالأردن أكدت للجزيرة نت أن أبا قتادة وبعد اتصالات أجريت معه أعلن تأييده لإلغاء المهلة، وفتح المجال للاتصالات الجارية لحل الخلافات التي تجددت بين النصرة وتنظيم الدولة.
مراجع سلفية
وتأتي رسالة المقدسي في إطار مساع تبذلها مراجع سلفية جهادية في سوريا والأردن ودول الخليج لوضع حد للخلافات بين تنظيم الدولة من جهة وتنظيمات جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وفصائل عدة تابعة للجيش السوري الحر من جهة أخرى.
وأدت هذه الخلافات لاقتتال شرس شهدته مناطق عدة من محافظات حلب والرقة وإدلب ودير الزور والحسكة شمال سوريا، قتل فيه العشرات من المنتمين لتنظيم الدولة والفصائل التي قاتلتها إثر اتهام التنظيم بالوقوف وراء اغتيالات واعتقالات طالت مقاتلين ونشطاء، إضافة إلى اتهامه بتكفير فصائل مقاتلة للنظام السوري.
وفيما بدت حدة القتال بين النصرة من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى أقل من تلك التي اشتعلت بين التنظيم وبقية الفصائل السورية، استعر هذا الاقتتال مؤخرا في دير الزور، كما جاء مقتل أبو خالد السوري وما تلاه من رسالة الجولاني، التي هدد فيها بملاحقة التنظيم في سوريا والعراق إن لم يقبل بالتحاكم إلى محاكم شرعية مستقلة، ليثير مخاوف قيادات السلفية الجهادية من اشتعال قتال واسع بين التنظيمين اللذين ولدا من رحم تنظيم القاعدة.