المسؤول عن العجز والمديونية

تم نشره الأربعاء 05 آذار / مارس 2014 12:37 صباحاً
المسؤول عن العجز والمديونية
د. فهد الفانك

في كل سنة تجري نقاشات ساخنة حول أبعاد الموازنة العامة السنوية، وتوجه إليها في العادة انتقادات حادة بسبب العجز الكبير والمديونية المتصاعدة، وكأن العجز هو السبب مع أنه النتيجة، أما الأسباب الحقيقية للعجز فلا يرغب أحد في مناقشتها، ذلك أن العلاجات المطلوبة معروفة ولكنها ليست شعبية، ولا يريد أحد أن يواجه الرأي العام بالحقيقة مهما كانت مرة.

أسباب العجز التي تستوجب العلاج متعددة، ويبرز منها ضخامة الحكومة بالنسبة للاقتصاد الوطني الصغير حيث يحتاج تشغيلها للاستيلاء على أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي.

ومن الأسباب المعروفـة للجميع، والتي لا يرغب أحد في الاقتراب منها، دعم الكهرباء لغاية 4ر1 مليار دينار سنوياً، ودعم المياه لغاية 300 مليون دينار سنوياً، ودعم الخبز لغاية 225 مليون دينار، ودعم الأعلاف لغاية 100 مليون دينار (مع الاعتذار لعدم دقة الأرقام).

وجود كل هذه الأسباب ليس ضرورياً، ويمكن علاجها ولو بشكل تدريجي، وفيما عدا ذلك فإن العجز سيظل واسعاً، والمديونية في ارتفاع، والوضع العام يتفاقم سنة بعد أخرى.

العجز في الموازنة هو المحصلة النهائية لعدة عوامل تتعلق بالنفقات والإيرادات، ولا فائدة من هجاء العجز إذا كنا لا نريد مواجهة أسبابه لمجرد أن المواجهة ليست شعبية.

تضخم العجز في الموازنة العامة عاماً بعد آخر توجه خطر لا تتحمل الحكومات وحدها المسؤولية عن حدوثه، فهناك جهات عديدة تسهم في الوصول إلى هذه النتيجة، وما زالت تضغط باتجاه المزيد منها، وفي المقدمة الأحزاب والنواب والنقابات والصحافة، كل هؤلاء شركاء في حماية الدعم الاستهلاكي والمطالبة بالمزيد منه، وهم شركاء في تثبيت أسعار الخبز منذ 18 عامأً انخفضت خلالها القوة الشرائية للدينار إلى النصف وارتفعت الدخول إلى الضعف.

حاولت الحكومة أن تزيد تعرفة الكهرباء، ليس لتحقيق أرباح بل لمجرد الوصول إلى حالة تحقق فيها شركة الكهرباء الوطنية (الحكومية) استرداد الكلفة فكانت النتيجة ثورة عارمة، علماً بأن قيمة الدعم الذي يستفيده الأغنياء من دعم الكهرباء تعادل أضعاف قيمة الفاتورة الكلية للفقراء، أي أن 80% من الدعم يذهب لأغنياء لا يحتاجون الدعم ولا يستحقونه.

(الراي 2014-03-05)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات