بالصور : أسامة وأحمد .. رحلة موت من البراميل المتفجرة للجوء بالأردن
المدينة نيوز :- مأساة مركبة تختصر تفاصيلها حياة الشعب السوري اليوم، تلك التي عاشها وما زال الطفلان الشقيقان أحمد وأسامة، اللذان فقدا والدتهما مؤخرا بقصف بالبراميل المتفجرة، وقبلها تفكك عائلتهما بين اللجوء بالأردن ودرعا التي تحتضن قبر أخيهما، الذي فرضت عليه ظروف الحرب في سوريا الالتحاق بالقتال ضد قوات النظام قبل أن يقتل. وصولا لعودتهما للجوء مجددا في الأردن بعد خمس محاولات فاشلة عاشا فيها فصولا مروعة.
بدأت قصة الجزيرة نت في التواصل مع الطفلين في درعا قبل نحو أسبوع، بعد أيام من مقتل والدتهما أمام ابنها أحمد في قصف بالبراميل المتفجرة، طال أحد الأسوق في محافظة درعا جنوب سوريا.
كانت الوالدة قد لجأت بعائلتها إلى الأردن العام الماضي، لكن مقتل أحد أبنائها أثناء قتاله مع الجيش الحر دفعها للحنين لقبره، حيث أصرت على العودة لدرعا لزيارة قبر ابنها، وبعد وصولها لدرعا بأيام التحق بها طفلاها الصغيران أحمد وأسامة اللذان عادا لهناك برفقة قريب لهم.
ذكريات أليمة
اللحظة الفارقة في حياة الطفلين كانت في أحد أيام فبراير/شباط المنصرم، حيث كانت الأم مع طفلها أحمد بأحد الأسواق، عندما ألقت طائرة تابعة للنظام السوري برميلا متفجرا أودى بحياة العشرات كانت أم الطفلين من بين الضحايا.
يروي مقطع قام بتصويره أحد النشطاء من درعا للجزيرة نت كيف وقع الخبر على الطفلين، خاصة الأصغر أسامة، الذي ظل يصرخ بحثا عن أمه، وفي مقطع آخر تظهر صور الطفلين وهما يواريان أمهما الثرى في مشهد اعتاده أطفال سوريا منذ اختار السوريون طريق الثورة على نظام بشار الأسد.
يروي الطفل أحمد قصته وشقيقه مع خمس محاولات لجوء فاشلة، ثلاث منها كانت محاولات للجوء عن طريق منطقة تل شهاب وصولا لمدينة الرمثا، واثنتان عن طريق منطقة أم المآذن التي تؤدي لمنطقة الرويشد الواقعة في قلب الصحراء الشرقية للأردن قرب التقاء الحدود السورية العراقية الأردنية ، وفقاً للجزيرة .
كما روى مكان إقامتهما في مزرعة كانت تستخدم لتربية الدواجن في ظروف إنسانية غاية في السوء وفق المشاهدات التي نقلها، إلى أن تمكنا من الوصول للحدود الأردنية حيث استقبلهما ضابط أردني ونقلهما لمخيم رباع السرحان شرق البلاد، ثم إلى مخيم الزعتري، قبل أن يأتي بقية أفراد عائلتهما لكفالتهما ونقلهما للعيش مع العائلة اللاجئة في عمان.
الصدمة للمستمع لقصة الطفلين تأتي مما يروي الطفل أسامة الذي توقفت حياته الدراسية عند الصف السابع، فالطفل لا يذكر الكثير من القصص عن طفولته والصور الجميلة التي يحملها الأطفال في سنه، بل إن ذكرياته تنحصر بمآسي سوريا في السنوات الثلاث الأخيرة.
يفاجئ أسامة المستمعين له -من غير السوريين- بروايته لقصص القصف الذي كان يطالهم في درعا أثناء التواجد بالمنزل أو اللهو في الشارع، في واحدة منها يروي كيف أصيب هو وابن عمه وابن شقيقته بشظية قذيفة سقطت بالقرب منهم أثناء اللعب في الشارع.
بل إن الطفل الصغير يروي للمستمعين الفرق بين قصف الطيران بالصواريخ، والقصف بالبراميل المتفجرة التي يبدو عليه الخوف وهو يتحدث عنها.
صورة ثالثة نقلها أسامة تمثلت في الفرق بين طائرات الميغ والسوخوي والهليوكوبتر، وكيف يتعامل الناس مع تحليق كل واحدة منها، ولديه قصص وأمثلة للدمار الذي لحق بعد قصف كل واحدة من الطائرات.
اليونيسيف
وتشير سجلات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن نسبة الأطفال من مجموع نحو 600 ألف لاجئ سوري وصلوا للمملكة يبلغ 54%، حسبما أكدت المتحدثة باسم الونيسيف في الأردن فاطمة العزة.
العزة بينت أيضا أن نحو 1000 طفل سوري وصلوا للأردن دون عائلاتهم، وأن هؤلاء يخضعون لبرنامج تأهيلي خاص بالتعاون مع هيئة الاغاثة الدولية، يتضمن بشكل أساس إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيا لما مروا به نتيجة الأوضاع في سوريا.
وتلفت العزة إلى أن هذا البرنامج يتوقف للأطفال الذين يلم شملهم بعائلاتهم في الأردن، لكنه يستمر مع الأطفال الذين يحتضنون مع عائلات أخرى عن طريق مختصين نفسيين واجتماعيين.
صور :