افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الفيلم الأوروبي في "الحسين الثقافي"
المدينة نيوز - مندوبا عن سمو الأميرة ريم علي وبحضور سمو الامير رعد وسمو الاميرة ماجدة افتتح وزير الثقافة الدكتور صبري ربيحات في مركز الحسين الثقافي مساء أمس فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الفيلم الأوروبي الذي تنظمه المفوضية الأوروبية بعمان بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وأمانة عمان الكبرى.
"نحن نعيش في عالم واحد ،"قال د. الربيحات قبلما يضيف موضحاً: "تحدياتنا واحدة ، وآمالنا واحدة ، ولا يمكن تجاوز آمال الشعوب". وفي الحقيقة ، كان د. الربيحات قال ذلك في سياق حديثه عن "تواصل الشعوب ، بخاصة شعوب الجوار ، من خلال المؤتمرات السمعية والبصرية". تحدث د. الربيحات أيضاً عن أهمية دَوْر الفنون السمعية والبصرية في إثبات أنّ للبشرية هموماً مشتركة ، وذلك من خلال ما تبرزه هذه الفنون من قضايا تتعلق بالحروب ، وبالبيئة ، وبالسلام. ثم أشاد بمساهمة الاتحاد الأوروبيّ في برنامج الجوار.
كان ذلك كله بعدما شاهد الحاضرون فيلم "رميم" ، وهو فيلم وثائقيّ أردنيّ أخرجه عبد السلام عقاد ، ومَوَّلَهُ الاتحاد الأوروبيّ ذاته. يُبرز الفيلم أهمية الوعي في البيئة ، وبرغم أنه فيلم بسيط من حيث التقنيات والشكل والأسلوب ، إلاّ أنه يلفت النظر إلى فقر إدراك المواطنين في الأردنّ لأهمية الهواء الذي يتنشقونه ، والماء الذي يشربونه ، والطعام الذي يأكلونه. أمّا علاوة على ذلك كله ، فسيكشف لنا الفيلم أهمية أنْ نعيش في البيئة التي اعتدينا عليها فأصبحت تهدد حياتنا برمتها. يرينا الفيلم أنّ %41 من المواطنين الأردنيينَ يُدرًكون معنى خطر التلوُّث البيئيّ ، لكنه سيعرض لنا مَنْ يعتقد أنّ الحدَّ من تلوث البيئة في الأردن يكمن في التخفيف من التدخين، من النقاط الهامة التي يتناولها الفيلم سَيْل الزرقاء الذي كان "سبباً لنشوء تجمعات سكانية" ، ثمّ أصبح على ما هو عليه الآن. بالإضافة إلى ذلك ، يطرح الفيلم قضايا من مثْل وعي المواطن الأردنيّ أهميةَ الطاقة البديلة ، وفقر الموارد المائية مقارنة بالكمية التي يحتاج الفرد الواحد لاستهلاكها سنوياً ، ثم مشكلة النموّ السكانيّ. ومن الجدير بالذكر أن هذه جميعاً تُعدُّ من بين نحْوً ستّْ أو أكثر من معيقات التنمية في الأردنّ. الفيلم تحدث ، كذلك ، عن مسألة غير مفهومة ـ بالنسبة لي على الأقل ـ وهي وجود شركات تختص بجمع النفايات (في الأردنّ طبعاً) ، أمّا تعريف النفايات ـ كما ورد بلسان أحد الذين أجرًيتْ معهم مقابلات (لا ننسى أن الفيلم وثائقيّ بمفهوم الذي وضع مادته المعلوماتية ، ومخرجه ، ومموله) ـ فهو أنها "المواد القابلة للكَبْس". ولن يدريَ أحَدّ كيف يمكن إقامة علاقة بين تلك النفايات وبين "تحويلها إلى طاقة أهمَّ من الدولار" ، وأنها "توفر المزيد مًن فُرص العَمل".
الفيلم الثاني الذي شاهده الحاضرون كان بعنوان "(ألـ) كوكب" ، وهو فيلم من إخراج يوهان سودربيرغ وميخائيل ستينبيرغ. إنه فيلم من السويد ، ومثلما يمكن أنْ نتوقع ، فهذا الفيلم يتناول موضوع البيئة أيضاً من خلال معالجته أنّ ثمة كوكباً واحداً و"محدوداً" يصلح لأن نعيش فيه ، ويستوعب حياتنا: إنه الأرض. غير أنه كوكبّ "مرَّ بتغيراتْ كبيرةْ". هكذا ، سنرى أنّ هذه التغيرات كان سبَبُها "استغلال الجنس البشريّ وطريقة أدارته للكوكب". الفيلم سيأخذ المُشاهًدَ إلى الخَراب الذي يتربُّصنا جرّاء اعتدائنا على بيئتنا الحيوية. وهو يحثُّنا على وجوب أنْ "نسعى ، بكلّ جَهْدْ" من أجْل تجَنُّبً مصير مأساويّ. استند الفيلم إلى علماء في البيئة من طراز رفيع ، وهؤلاء أعطَوْا "صورةً شاملةً للأخطار التي ستواجه كوكبنا" ، لكنْ لم يكن هناك ثمة فقدانُ أمَلْ من مستقبلْ ، بل إنّ الفيلم يؤكد أنّ ثمة نظاماً داخلياً في الأرض ، وسوف تمْلًك الأرض من خلاله آلياتْ تبقيها كوكباً ما هنالك عَيشّ على سواه.
وتشتمل العروض التي تتواصل لغاية يوم السادس عشر من الشهر الجاري على نماذج سينمائية متنوعة أنتجت عبر جهود أفراد ومؤسسات وشركات أوروبية واختارت موضوعاتها من بين القضايا الساخنة التي تعيشها القارة الأوروبية التي ترتكز على خلفية هموم ذاتية تنهل قصصا وحكايات بأساليب إبداعية تختلط فيها الحدود الدرامية والتسجيلية متيحة فرصة ثمينة للمتلقي المحلي الاطّلاع على جديد هذه السينما خاصة وان أغلبية الأفلام المختارة من بين الانتاجات الحديثة.
وعلى هامش المهرجان ستقام فعاليات جانبية تتعلق بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين وسيحتفل بهذه المناسبة التاريخية بعروض لأفلام وحفلات موسيقية لفرق أردنية وألمانية تكشف إمكانيات الحوار الثقافي.