قتلة المستقبل
منذ ان دخلت كلية الحقوق الى ان تخرجت منها و انا انطق و اسمع العبارة التالية ( اذا القاعة كلها طلاب معهد حملنا المادة ) , الا ان تحولت الجملة بسحر تلهوني الى ( اذا انا من طلاب المعهد انا حملت حياتي ) , قلم بلا ضمير و حبر رخيص و ورقة ( مطعوجة ) حولت مستقبل زملائنا من قاضي الى ( فاضي ) , معاذ الله ان الوم المسؤول فهو حتما صاحب وجهة نظر و رؤية مستقبلية اعمق , بل الوم زملائي على تفوقهم و كدهم و تعبهم و تحملهم ( لقرف ) المعهد و اشخاصه و اشتراطته , الوم ذلك الاب الذي وقع على دفع مبلغ للبعض هو ( تحويشة العمر ) فقط لثقته بالدولة و مسؤوليها و ليساند فلذة كبده في صنع مستقبله .
كنا في الكلية ننظر اليهم على انهم كما اصطلحنا على تسميتهم ( نيردات ) , نبحث عنهم عند نهاية الفصل لنطبع تلخيصهم او لنطلب منهم شرح ما تغيبنا عنه من محاضرات , و نتصل بكل من نعرف حتى نتحصل على ارقامهم ليلة الامتحان دون حتى ان نحفظها في قائمة الاسماء الى ان نحتاجهم من جديد , هكذا كنا نراهم , و بعضنا كان يراهم ( افهم من الدكتور نفسه ) .
تخرجنا و كبرنا , لم نعد شباب ارعنا كما دخلنا , نستعد لدخول سوق العمل و زملاؤنا في المعهد يستعدون لدخول اللا امل , كلهم محبطون يتابعون الاخبار لحظة بلحظة , يتتبعون المواقع الالكترونية بحثا عن خبر او مقال ينصفهم , يناجون عودة مستقبل اختفى بلمسة تلهونية بعد ان كانوا .. قضاة المستقبل .
متضامن مع قضاة المستقبل , شعار و صورة صممها احد الزملاء , انتشرت على صفحات طلاب كلية الحقوق على موقع الفيس بوك , لا و بل على صفحات بعض من اساتذة كلية الحقوق و على صفحات قانونين على مستوى المملكة , الا يدل هذا على نبل القضية و صدقيتها ؟ الا يدل هذا على ظلم وقع على من درّسوا تطبيق العدل ؟؟ الم يكن الاساتذة يفضلونهم في القاعات و المحاضرات ؟؟ و عند الازمة لم ينطقو و قد صدعو رأسنا بأن العدل نبراس كلنا به نستنير و الساكت عن الحق شيطان اخرس !!! و لم نجدهم الا بكما .
الزملاء و الاصدقاء طلاب المعهد القضائي نحن معكم نبحث عن ارقامكم و نحفظها ليس فقط في قائمة الاسماء لا و بل في قائمة ( المفضلة ) , فأنتم فعلا من الناس المفضلة في الادب و العلم و التفوق , ماضون معكم ليس فقط فيسبوكيا , بل اعلاميا و شارعيا و قولا و فعلا , فالقضية ليست طلاب المعهد و لا قضاة المستقبل , و انما قضية كل قانوني و اصلاحي و منطقي و عقلاني و عاطفي , اختر اي منظور تريد و سترى الظلم بائن لا لبس فيه , و لن نسكت عن الظلم و قد علمونا تطبيق العدل و ان كانوا نسيوا فنحن لا و لن و لم ننسى ما درسنا , ها نحن طلاب و خريجين كلية الحقوق في الجامعات الاردنية نشد على اياديكم لعدّل كفة الميزان لصالحكم قضاة المستقبل .