مهنة بين التقديس والتدنيس

تم نشره الأحد 16 آذار / مارس 2014 12:34 صباحاً
مهنة بين التقديس والتدنيس
خيري منصور

لم تكن روايات وأفلام عربية من طراز أحزان صاحبة الجلالة وزينب والعرش هي آخر المطاف في افتضاح ما يسمى الفساد الصحفي، ولعبة تبادل الادوار وتأجير الاقلام.

فقد صدر مؤخراً كتاب لصحفي مصري نتمنى ان تكون بعض المعلومات الواردة فيه تصفية حسابات سياسية وشخصية، لأنها لو كانت صحيحة فان الفساد يكون قد بلغ الملع.. وعلى الصحافة السلام.

وما يقال عن ضحايا الصحافة وشهدائها في هذا العالم المتوتر والمشحون بالكراهية والثأرية يبقى في نطاق مهنة اطلق عليها اسم مهنة المتاعب، وهي في الواقع مهنة التلاعب بالرأي العام.. والقتل قد يكون رمزيا ومعنوياً كما هو الاعدام ايضا، بحيث يسيل فيه كثير من الحبر السام وليس الدم، ويزدهر الاعدام الرمزي في مراحل تنعطب فيها البوصلة الاخلاقية، وتصبح منظومة القيم كلها في مهب الاستباحة والانتهاك، وحاصل جميع ما ينشر ويتم تداوله من الاتهامات المتبادلة ينتهي بنا الى نتيجة كارثية هي ان الجميع قتلة، وانتهازيون.. فالمعجم الرائج الآن يعج بمفردات مترادفة تلتقي عند دلالة واحدة هي ان كل شيء اصبح مباحا ومتاحا في غياب الروادع وهذه سمة مراحل انحطاط تسود فيها السوفسطائية ويصبح الفرد مقياس الخير والشر، حيث ما من مرجعيات او قواسم مشتركة غير مرجعية الترصد والقنص، فالقناص ليست البندقية اداته الوحيدة، لأن القلم يتولى هذه المهمة احيانا.. والصحافة العربية التي ولدت على سطح سفينة بونابرت في عرض البحر المتوسط وصفها صحفي عريق بأنها تحولت الى اكاديمية لفقه التزلف والارتهان وبالتالي التخلي عن دور الشاهد لصالح دور آخر أقل ما يمكن ان يقال عنه انه شهادة زور مدفوعة الأجر.

وهناك حكايات نتداولها على سبيل الدعابة حول مواقف صحفية تصلح لان تكون عينات نموذجية توضع تحت مجهر علم النفس، منها مثلا ما تقاضاه صحفيون من المشاهير من ثمن مقابل الصمت والتواطؤ، لكن للكلام ثمنا آخر وتسعيرة لا يعرفها الا الضالعون في هذا العلم.

أتمنى بشكل شخصي ان تكون المعلومات التي قرأتها في كتاب أحد الزملاء العرب مجرد افتراءات فرضها سجال انفعالي لا يحتكم لأي منطق لانها لو صح واحد بالمئة منها تكون هذه المهنة قد استحقت تغيير اسمها، فالاتهامات المتبادلة تتجاوز المال السياسي وشهادات الزور الى ما هو اخلاقي وانساني وبذلك يكون عدد ضحايا الصحافة بأقلام زملائهم أضعاف عددهم من القتلى في ساحات الصراع والحروب!.

(المصدر : الدستور 2014-03-16)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات