السلام المستحيل

تم نشره الأربعاء 19 آذار / مارس 2014 01:15 صباحاً
السلام المستحيل
جهاد الخازن

إذا اعترف أبو مازن بإسرائيل «دولة يهودية» فسأسحب اعترافي به. أربعة عقود من الصداقة والثقة المتبادلة (تخللها خلاف واحد) ستنتهي إذا قبِل الرئيس الفلسطيني شرط مجرم الحرب بنيامين نتانياهو. أقول هذا لأنني سمعت منه مباشرة كما سمع أقرب الناس إليه أنه لن يعترف بإسرائيل دولة يهودية.

كل ما هو كريه في حكومة إسرائيل وسياستها المتطرفة وجدته في مقال نشرته «واشنطن بوست» أمس وكتبه جاكسون دييل، نائب رئيس صفحة الرأي في الجريدة، وأجده ليكودي الهوى حتى لو أنكر ذلك، ومقاله هو موقف إسرائيل.

دييل يعود إلى مقابلة الرئيس باراك أوباما مع تلفزيون بلومبرغ، وهي مقابلة لم يبقَ ليكودي أميركي إلا وهاجمها بعد أن قال أوباما إن إسرائيل تواجه مستقبلاً قاتماً ومقاطعة وكارثة سكانية إذا رفض نتانياهو قبول مسودة إطار اتفاق السلام التي وضعتها الإدارة الأميركية.

حسناً، أنا مجرد مواطن عربي وأرفض هذه المسودة ولا يهمني إطلاقاً أن جولة المفاوضات الحالية تنتهي في 29 من الشهر المقبل، فهي لو بقيت حتى 29/4/2099 وكان نتانياهو الطرف الآخر فيها لفشلت، لأن الجانب الفلسطيني يفاوض حكومة يمينية متطرفة فاشستية تمارس ابارتهيد وعنصرية ضد الفلسطينيين مع قتل وتدمير واحتلال ومستوطنات.

أشترط لقبول إسرائيل «دولة يهودية» أن تقبل حكومة نتانياهو قبل ذلك أن «إسرائيل كلها تقوم في أرض فلسطين»، فبلادنا من البحر إلى النهر وخرافات التوراة ليست تاريخاً ولا ترسم جغرافيا حدود الدول.

دييل يشكو من أن أوباما لم يضغط على الرئيس محمود عباس كما ضغط على نتانياهو. أبو مازن مضغوط بما يكفي أو يزيد، وهو معتدل يريد السلام ويعارض أي حرب، بل لا يريد انتفاضة ثالثة. غير أنه يواجه حكومة إسرائيلية يمينية مجبولة بالتطرف، ولا يمكن عقد سلام معها.

في وقاحة كل ما سبق أو أكثر، أن دييل يقول إن أبو مازن انتُخِبَ رئيساً لمدة أربع سنوات سنة 2005 وبقي في الحكم حتى الآن. هو لا يقول طبعاً إن إسرائيل فصلت الضفة الغربية عن قطاع غزة، وحاصرت القطاع وعزلته وشنت حرباً عليه، ولا تزال تقتل الناس فيه يوماً بعد يوم. وهكذا فالانتخابات الفلسطينية غير ممكنة في ظل الاحتلال والسبب إسرائيل لا أبو مازن أو حماس.

الكاتب الليكودي الهوى الذي أيد الحرب على العراق يذكرنا بأن الولايات المتحدة ضغطت على إسرائيل فأوقفت بناء المستوطنات في 2010 إلا أن أبو مازن أخَّر المفاوضات تسعة أشهر من عشرة، ثم أجريت جلستان من المفاوضات، ولم يعد أبو مازن إلى التفاوض.

على ماذا يتفاوض؟ المستوطنات، مثل إسرائيل نفسها، غير شرعية حتى يقبل الفلسطينيون أصحاب الأرض بقيام إسرائيل إلى جانبهم. هم قبلوا مبدأ الدولتين، مع أنه ينصّ على دولة لهم في 22 في المئة من أرضهم التاريخية، ولم تقبل إسرائيل. ومرة أخرى إذا قبِل أبو مازن بقاء المستوطنات فسأعارضه، وأنا أكثر الناس اعتدالاً وإلى درجة أن أقبل دولة فلسطينية في 22 في المئة من أرض فلسطين.

هناك من أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة مَنْ هم أكثر تطرفاً من جاكسون دييل وهناك مَنْ هم أقل تطرفاً، والنجاسة الحقيقية في الكونغرس حيث بعض الأعضاء باع نفسه بالمال للشيطان الإسرائيلي.

أقول لا سلام مع حكومة نتانياهو، والمستقبل هو الحَكم في الموضوع.

(المصدر : الحياة 2014-03-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات