اغتيال حضارتنا من داخلها

تم نشره السبت 22nd آذار / مارس 2014 01:43 صباحاً
اغتيال حضارتنا من داخلها
د. محمد أحمد عبد الهادي

الماسونية آلة صيد بيد اليهود، يصرعون بها كبار الساسة، ويخدعون الأمم الغافلة والشعوب الجاهلة، والماسونية خطر وراء الرموز والألفاظ والطلاسم، وخنجر غمده اليهود في قلب الشعوب، وأقاموا لها عدوا من داخلها وعلى من وسطها، الماسونية عقرب لدغ الشعوب قرونا، متدثراً رداء الحرية والاخاء والمساواة... إلخ.

ولقد انتشرت المحافل الماسونية في مصر والشام وتركيا وكانت ليلا ونهارا من أجل تفتيت وإضعاف الدولة العثمانية بمعاولها الفاسدة التي لا تكل ولا تمل ولقد استطاعت المحافل الفرنسية في مصر أن تجعل فرنسا تحتضن محمد علي، يقول محمد قطب: "واحتضنته احتضانا كاملا لينفذ لها كل مخططاتها، وأنشأت له جيشا مدربا على أحدث الأساليب ومجهزا بأحدث الأسلحة المتاحة آنذاك بإشراف سليمان باشا الفرنساوي".

لقد كانت المصالح الفرنسية ترى دعم محمد علي ليحقق لها أطماعها المستقبلية في حفظ وتقوية محافلها الماسونية، واضعاف الدولة العثمانية، وزرع خنجرها المسموم في قلب الدولة العثمانية ولذلك أنشأت لمحمد علي اسطولا بحريا متقدما متطورا، وترسانة بحرية في دمياط والقناطر الخيرية لتنظيم عملية الري في مصر، إنما كان ذلك لتنفيذ المخطط الصليبي الذي فشلت الحملة الفرنسية في تنفيذه بسبب اضطرارها إلى الخروج.

لقد قام محمد علي بدور مشبوه في نقل مصر من انتمائها الإسلامي الشامل إلى شيء آخر يؤدي في النهاية إلى الخروج عن شريعة الله وكانت تجربة محمد علي قدوة لمن بعده من أمثال مصطفى كمال أتاتورك.

لقد كان أعداء الإسلام يريدون القضاء على الدولة العثمانية، والقيام بتغريب العالم الإسلامي مع الاهتمام الخاص ببلد الأزهر ليقوم محمد علي وأبناؤه بتصدير أفكارهم إلى بقية الشعوب الإسلامية، أما القضاء على الدولة العثمانية فقد ساهم في إضعافها وإهدار طاقتها، وإسقاط هيبتها والتعدي على حرماتها، وأما التقارب مع الأعداء والسير في فلكهم الفكري والحضاري والانسلاخ التدريجي عن الانتماء العقدي والفكري والأخلاقي، فقد قطع فيه شوطا مدحه عليه حلفاؤه من الماسون الفرنسيين والبريطانيين.

هذا وبالله التوفيق.

( الشرق 22/3/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات