اغتيال حضارتنا من داخلها

الماسونية آلة صيد بيد اليهود، يصرعون بها كبار الساسة، ويخدعون الأمم الغافلة والشعوب الجاهلة، والماسونية خطر وراء الرموز والألفاظ والطلاسم، وخنجر غمده اليهود في قلب الشعوب، وأقاموا لها عدوا من داخلها وعلى من وسطها، الماسونية عقرب لدغ الشعوب قرونا، متدثراً رداء الحرية والاخاء والمساواة... إلخ.
ولقد انتشرت المحافل الماسونية في مصر والشام وتركيا وكانت ليلا ونهارا من أجل تفتيت وإضعاف الدولة العثمانية بمعاولها الفاسدة التي لا تكل ولا تمل ولقد استطاعت المحافل الفرنسية في مصر أن تجعل فرنسا تحتضن محمد علي، يقول محمد قطب: "واحتضنته احتضانا كاملا لينفذ لها كل مخططاتها، وأنشأت له جيشا مدربا على أحدث الأساليب ومجهزا بأحدث الأسلحة المتاحة آنذاك بإشراف سليمان باشا الفرنساوي".
لقد كانت المصالح الفرنسية ترى دعم محمد علي ليحقق لها أطماعها المستقبلية في حفظ وتقوية محافلها الماسونية، واضعاف الدولة العثمانية، وزرع خنجرها المسموم في قلب الدولة العثمانية ولذلك أنشأت لمحمد علي اسطولا بحريا متقدما متطورا، وترسانة بحرية في دمياط والقناطر الخيرية لتنظيم عملية الري في مصر، إنما كان ذلك لتنفيذ المخطط الصليبي الذي فشلت الحملة الفرنسية في تنفيذه بسبب اضطرارها إلى الخروج.
لقد قام محمد علي بدور مشبوه في نقل مصر من انتمائها الإسلامي الشامل إلى شيء آخر يؤدي في النهاية إلى الخروج عن شريعة الله وكانت تجربة محمد علي قدوة لمن بعده من أمثال مصطفى كمال أتاتورك.
لقد كان أعداء الإسلام يريدون القضاء على الدولة العثمانية، والقيام بتغريب العالم الإسلامي مع الاهتمام الخاص ببلد الأزهر ليقوم محمد علي وأبناؤه بتصدير أفكارهم إلى بقية الشعوب الإسلامية، أما القضاء على الدولة العثمانية فقد ساهم في إضعافها وإهدار طاقتها، وإسقاط هيبتها والتعدي على حرماتها، وأما التقارب مع الأعداء والسير في فلكهم الفكري والحضاري والانسلاخ التدريجي عن الانتماء العقدي والفكري والأخلاقي، فقد قطع فيه شوطا مدحه عليه حلفاؤه من الماسون الفرنسيين والبريطانيين.
هذا وبالله التوفيق.
( الشرق 22/3/2014 )