العلم في خدمة الخرافة!

تم نشره الأحد 23rd آذار / مارس 2014 12:05 صباحاً
العلم في خدمة الخرافة!
خيري منصور

شاهدت بالأمس على إحدى الشاشات برنامجاً استمر لاكثر من ساعتين عن علم النجوم في زمن حربها، وكانت المنافسة حادة حول من سيموت من زعماء العالم قريبا ومن سينقذ الأمة، أما أوباما فقد كانت له حصة تليق بالقارة التي يقودها..

أحدهم قال بان امريكا ستختفي من العالم بعد أقل من عشر سنوات لأن هناك كوكباً سوف يرتطم بها أو يسقط عليها! والآخر قرأ في كتاب أصفر قديم تنتهي اليه الدراما التي نعيشها الآن.

أما الثالث فقد كان أشبه بثالثة الأثافي كما كان أسلافنا يقولون في جاهليتهم.. فقد حلل الواقع الآن في ضوء النجوم وحذف بجرة لسان لا بجرة قلم أو حتى قدم كل ما توصلت اليه البشرية من معارف وعلوم.

يحدث هذا عام 2014 حيث يسجى الرجل العربي على المائدة، فيما تتوغل السكاكين فيه ليصبح دولاً بعدد الطوائف وربما طوائف بعدد الأفراد!

هل نبكي أم نضحك أم نلقي بكل ما لدينا من كتب عبر النافذة الى الشارع لعلّ الباعة المتجولون يستفيدون منها في لف الأطعمة وتنظيف الموائد.. أين يعيش هؤلاء، ومن أية سلالة انحدروا بحيث يحولون كوكب الأرض الى كرة قدم يتقاذفونها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فيحددوا موعد سقوط امبراطوريات وولادة دول ويتفننون في اختراع المعجزات بعد هزيمة حزيران انتشرت الخرافات كبديل للنقد الذاتي ومراجعة أسباب الهزيمة، فهل هذا هو الرّد على كل ما يحاصرنا من تحديات ويعرضنا للانقراض المعنوي؟

وللحظة أحسست بأن أبا حيان التوحيدي لم يخطىء عندما حوّل كتبه إلى رماد وان الجندرمة أصابوا عندما حولوا المجلدات الى كعوب للبساطير وأن من استخدم مكتبة الاسكندرية لتسخين الماء من أجل الاستحمام لم يذهب بعيداً عن هذا المدار..

يحدث هذا في وقت ينافس فيه عدد الجامعات والمعاهد عدد الكازيات وصالونات الحلاقة في العالم العربي الذي استطاع بمقدرة فذة تحويل النعمة الى نقمة في كل مجال.. فحول الكثرة الى قلة، والثورة الى ثروة، مثلما حول الشربات الى فسيخ وليس العكس.

وما أن فرغت الشاشة من ضيوفها وعادت الى صفائها كمجرد بياض أحسست بالدوار الذي أعقبه صداع ثم غثيان ولم أكن بحاجة لان اقول ها أنت عرفت السبب أو بعض السبب، فلا داعي للعجب!

العرب يستحقون براءة اختراع لأنهم سخروا التكنولوجيا لخدمة الخرافة وحولوا الفائض الى مديونيات، فكانوا أشبه بميداس اليوناني بعد أن وقف على رأسه، فما ان لامس الذهب حتى حوله الى رمل لأنه من قال ذات يوم سنجهل فوق جهل الجاهلينا!!!

( الدستور 2014-03-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات