بوابة لمليار مستهلك

في جميع جولات الملك في الشرق والغرب ، كان جلالته يركز على أن الأردن بوابة يمكن من خلالها الوصول إلى أسواق ضخمة تشمل أكثر من مليار مستهلك.
موضوع البوابة يرمز إلى الصادرات الوطنية ، التي لم تستطع حتى الآن ولوج هذه البوابة المفتوحة والوصول إلى مليار مستهلك في الشرق والغرب.
على العكس من ذلك فإن انخفاض مستوى نشاط القطاع الخاص ، وخاصة الصناعة ، أدى إلى دخول صادرات الدول الأخرى من البوابة الأردنية لغمر السوق المحلية لدرجة أن المستوردات أصبحت تعادل أكثر من ثلاثة أمثال الصادرات وترفع العجز التجاري إلى مستويات عالية.
الباب الذي يفتحه الملك يتطلب فعاليات اقتصادية راغبة وقادرة على الوصول من خلاله إلى أسواق العالم المفتوحة ، خاصة وأن لدينا المواد المطلوبة عالميأً كالفوسفات والبوتاس والأسمدة والأدوية والملابس والخضراوات وغيرها.
البوابة التي يفتحها جلالة الملك يجب أن تعني تدفق الاستثمارات الخارجية إلى الداخل ، وتدفق الصادرات الأردنية إلى الخارج ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.
عندما تقول الإحصاءات أن قيمة الصادرات الأردنية ارتفعت خلال سنة 2013 بنسبة ثلث الواحد بالمائة ، فالمعنى الحقيقي أنها انخفضت بنسبة 2ر5% عما كانت في السنة السابقة إذا أخذنا ارتفاع الأسعار بالاعتبار.
الحكومات الأردنية والصناعيون الأردنيون فشلوا في دخول الأبواب التي يفتحها لهم جلالة الملك ، والبناء على الإنجازات الدبلوماسية التي يحققها ، فربما كان أكثر جدوى المراهنة بعد الآن على الفعاليات السياحية التي تستطيع أن تستقبل أفواج السياح وتقدم لهم ما يتوقعونه. وإذا لم نستطع تصدير سلع فإننا قادرون على تصدير خدمات متميزة ، ليس في باب السياحة الواردة فقط ، بل في مجالات الصحة والتعليم والتدريب أيضاً.
الميزان التجاري للأردن مختل لدرجة غير طبيعية فليس من المعقول أن نستورد من الاتحاد الأوربي بمبلغ 3329 مليون دينار ولا نصدر له سوى بمبلغ 171 مليون دينار ، وأن نستورد من الصين بالمليارات ولا نصدر لها شيئاً يذكر ، بل إننا لم نستطع أن ندخل أسواق البلدان التي بذل الملك فيها جهودأً لفتح الباب مثل المكسيك وكوزوفو وبلجيكا وسنغافورة وهونج كونج وكندا. من يصدق أن صادرات الأردن إلى اليابان لا تزيد عن 28 مليون دينار في السنة ؟!.
(الراي 2014-03-25)