قمة الكويت وأزمة العرب الوجودية

تم نشره الأربعاء 26 آذار / مارس 2014 10:28 مساءً
قمة الكويت وأزمة العرب الوجودية
يعقوب زرقاني

عُقدت في دولة الكويت فعاليات القمة العربية في الدورة العادية الخامسة والعشرين, وكما العادة ضم جدول أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العديد من القضايا والملفات المركزية والطارئة, أبرزها : القضية الفلسطينية, وتطورات الأزمة السورية إضافة إلى مكافحة الإرهاب.

ومما لا شك فيه أن منظومة جامعة الدول العربية, وبشكلها الحالي, لم تستطع منذ انبثاقها أن تصد اي اخطار مصيرية هددت وحدة وسلامة واستقلال الدول العربية, والأسوأ من هذا كله أنها لم تعد قادرة على أن تقف في وجه التحديات الإقليمية المستجدة التي تواجه الأمة العربية من المحيط إلى الخليج, ولا أحد يجافي الحقيقة إذا قال أن القضايا التي ناقشتها الوفود المجتمعة في القمة لم تصل إلى أي حلول ملموسة لأسباب عدة أبرزها الخلافات العربية – العربية, وبسبب ذلك دائما تحول بعض الوفود دون وصول القمة لأي قرارات مهمة, ولتوضيح الصورة أكثر, بحثت القمة “سبل وآليات مكافحة الإرهاب”, إلا أن المتابع لتاريخ القمم العربية يعلم مسبقًا أن الجامعة العربية لم تتفق حتى اليوم على نص واحد يُعرف “الإرهاب”, وعليه حتى وإن أقرت القمة مشروعًا لمكافحته لن يطبق على الأرجح, وإذا ما طبق فإنه سيطبق في دول وسيتم تجاهله في دول أخرى, فالدول العربية وإن كانت جميعها متفقة على أن “ظاهرة الإرهاب” تستهدف الوطن العربي من مضيق هرمز (باب السلام) إلى جبل طارق, إلا أن بعض قادتها ينظرون إلى هذا “الإرهاب” بعين واحدة ومن زاوية واحدة أيضًا, فهم متفقون مع جميع الدول العربية على إرهاب “داعش” إلا أنهم لا يرون في القتل الوحشي الذي ترتكبه ميليشيا “حزب الله” و كتائب “أبو الفضل العباس” ضد السوريين نوعًا من أنواع الإرهاب, كما أنهم لا يعترفون بـ”إرهاب الدولة” الذي تمارسه إيران في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن, ولا يعترفون بإرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب السوري الأعزل وضد الجمهورية اللبنانية.

يمكن القول بكل واقعية: إن الجامعة العربية أضحت مُغيبة عن دوائر صنع مستقبل الأمة العربية, وأن جزءًا كبيرًا من هذه الأمة بات مستقبلها بيد جهات ودوائر وقوى دولية وإقليمية خارجية, لهذا السبب ما نعول عليه اليوم نحن كعرب وكخليجيين – بعد أن فقدنا الأمل في إصلاح الجامعة العربية – هو أن لا تنحدر المنظومة الخليجية إلى ما وصلت إليه الجامعة العربية من تشرذم.

حقيقة أقولها أننا كأحوازيين ننظر بحزن إلى ما يحدث داخل البيت الخليجي وبين أفراد الأسرة الخليجية الواحدة, كما أننا – بعيدًا عما سيعود علينا وعلى العرب من مصالح أكيدة في حال زالت الخلافات الخليجية- نعترف أن “مجلس التعاون” الخليجي هو كنز ستراتيجي للأمن القومي العربي وتفككه يعني المزيد من التدهور والتشرذم والتشتت الذي سيصيب العرب في مقتل.

برأيي نجحت اللجنة التي اختارت شعار “التضامن من أجل مستقبل أفضل” لأن يكون مفتاح قمة الكويت في التأكيد على هذه الفكرة وإيصالها إلى الإعلام من أجل توعية الخليجيين لمواجهة هذا الخطر, فبعض الدول الإقليمية التوسعية كإيران لا شك أنها ستكون المستفيد الأكبر والأسعد في حال استمرت الخلافات الخليجية لما يعود عليها من فوائد, أمنية وسياسية واقتصادية جمة, فمنذ اللحظة الأولى التي طفت فيها هذه الخلافات على السطح بادرت إيران إلى اختراق المنظومة الخليجية وعلى صعد عدة, وعليه نحن كأحوازيين نتطلع بأمل الى أن يكون لدولة الكويت دورها الفاعل والمحوري في معالجة الخلافات الخليجية – الخليجية, فهذا الدور الفاعل يقوده سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحكمته وديبلوماسيته المعهودة في التقريب بين وجهات النظر, لتعود المنظومة الخليجية إلى ما كانت عليه وحدة واحدة أمام التحديات الإقليمية التي تواجهنا كعرب وكخليجيين.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات