الأردن : 14 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية
المدينة نيوز - نشرت صحيفة الرأي تحقيقا صحفيا حول حالات الوفاة التي يتعرض لها الأطفال حديثي الولادة بسبب 14 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية بسبب نقص التجهيزات والكوادر الطبية والاهمال .
وتاليا نص التحقيق :
طفل يلفظ انفاسه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي ، آخر تجلس والدته الى جانبه بعيون دامعة ومشاعر القلق و الخوف من فقدانه تسيطر عليها ، خاصة وانه لا يزال في حالة صحية حرجة ، وطفل يقيم في غرفة داخل حاضنة تخلو من الاضاءة للعيش كما هو في رحم أمه.
هذه بعض مشاهدات كاتبة التحقيق أثناء تنقلها بين اقسام الاطفال حديثي الولادة في مستشفيات حكومية وخاصة ، حيث رصدت كيف تتحول في بعض الاحيان أوقات الفرح بقدوم المولود الجديد الى مآس تحل بوالديه.
يعرف الناطق الاعلامي في وزارة الصحة الاستاذ حاتم الازرعي الاطفال حديثي الولادة بأنهم الاطفال الذين تقل أعمارهم عن شهر من بعد الولادة.
وأظهرت نتائج مسوحات السكان والصحة الاسرية لعام 2012 -وهو اخر مسح تم نشره -بأن معدل وفيات الاطفال حديثي الولادة بلغ 14 حالة لكل الف ولادة حية من مجموع الولادات–وفقا لوزارة الصحة الاردنية.
وتوضح رئيسة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتورة ايمان البدري بأن «نسبة وفيات الاطفال حديثي الولادة تكاد تكون ثابته منذ عام 1995 وحتى العام الماضي».
وخلصت دراسة للمجلس الاعلى للسكان بالتعاون مع اليونسيف حول وفيات الاطفال حديثي الولادة وما حول الولادة ( الجنين ) في الاردن الى ان الاردن شهد انخفاضاً ثابتاً على مدى العقدين الماضيين في وفيات الاطفال.
وارتأت لجنة الخبراء للدراسة الى أن 30% من جميع وفيات حديثي الولادة كان من الممكن الحيلولة دون وقوعها وأن 44,3% منها ربما كان من الممكن الحيلولة دون وقوعها باستخدام أساليب الرعاية الأمثل.
ويذكر مصدر مطلع باليونسيف (رفض ذكر اسمه ) ان الارقام حول أعداد وفيات الاطفال حديثي الولادة غير دقيق ، كون بعض المواطنين لا يسجلون أولادهم ما يستوجب ضرورة وضع موظفين لمراقبة أوضاع المواليد والوفيات في المستشفيات.
أرقام ونتائج
وخلصت دراسة المجلس الاعلى للسكان الى ان الاردن شهد انخفاضاً ثابتاً على مدى العقدين الماضيين في وفيات الاطفال. وبالرغم من هذا التحسن إلا أن الأطفال يظلون معرضين للخطر أثناء فترة ما حول الولادة، التي تشمل فترة الحمل والولادة والنفاس، بالإضافة إلى المرحلة التي يعتبر فيها الأطفال حديثي الولادة.
ووفقا للدراسة كانت معدلات ولادة الجنين ميتاً ووفيات المواليد الجدد وما حول الولادة على أساس أن عمر الحمل الفاصل أكبر أو يساوي 20 أسبوعاً، كان معدل ولادة الجنين ميتاً 11,6 لكل الف ولادة من مجموع الولادات ، في حين كان معدل وفيات حديثي الولادة 14,9 لكل ألف ولادة من مجموع الولادات ومعدل وفيات الأطفال في فترة ما حول الولادة 23,7 لكل ألف ولادة من مجموع عدد الولادات.
وتبين الدراسة أن حوالي 79% من وفيات حديثي الولادة وقعت خلال الأسبوع الأول بعد الولادة ، فيما حدثت 42% من هذه الوفيات خلال اليوم الأول بعد الولادة وفي نفس المستشفى الذي تمت فيه ولادة المولود، حيث حدثت الوفاة في 83.4% من الحالات قبل خروج الأم من المستشفي، في حين حدثت الوفاة في 9.8% من الحالات بعد إعادة إدخال الأم إلى المستشفى.
كما أن 4.9% من جميع وفيات حديثي الولادة وقعت بين الأطفال المحولين للمستشفى ، في حين كانت النسبة المئوية لحديثي الولادة الذين ماتوا في المنزل بعد خروجهم من المستشفى 1.8% من المجموع.
واوصت الدراسة بضرورة تحسين الرعاية المقدمة لكل من الأمهات والأطفال باشراف كوادر طبية مؤهلة ، كما وينبغي العمل على استكمال الجهود الرامية إلى دعم استعدادات النظام الصحي من خلال مكونات بيئية مواتية ، مثل الاتصال من أجل التغيير السلوكي، الحملات التثقيفية ، وتعزيز الجهود الرامية إلى زيادة الطلب على الخدمات النوعية في رعاية الأمهات وحديثي الولادة لضمان أن يكون الآباءوالأمهات وأعضاء المجتمع المحلي على دراية تامة بالحمل الصحي والمضاعفات المرتقبة.
وبينت نتائج الدراسة أن نظام الإحالة الحالي والتنظيم الحالي لتقديم الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة قاصران ويفتقران إلى الفعالية ، ويحتاج النظام إلى مزيد من التنظيم والتنسيق الأفضل فيما بين المستويات المختلفة للرعاية.
وعلى صعيد الموارد البشرية فقد طالب منفذو الدراسة بضرورة تحسين الخدمات الصحية المقدمة للأمهات وحديثي الولادة ، اذ ان الجهات الصحية تعاني من نقص في الاجهزة والكوادر الطبيه اللازمة لتقديم الرعاية المثلى.
ضعف الامكانات
وخلال جولة على احدى المستشفيات الحكومية رصدت» كاتبة التحقيق» وضع طفلين في حاضنة واحدة في احدى المستشفيات وقام طاقم التمريض الموجود بمنع التصوير لهذه المشاهدة ، وعند سؤال الدكتورة البدري حول الموضوع أرجعت ذلك لعدم كفاية الحاضنات في المستشفيات لذلك يتم وضع أكثر من طفل في ذات الحاضنة.
وتشير الدكتورة البدري الى ان 83 % من وفيات الاطفال حديثي الولادة يتوفون في ذات المشفى التي يولدون فيه بسبب صعوبه نقل الاطفال المرضى الى المستشفيات المتخصصة لانقاذ حياتهم ، خاصة وأن نقل الاطفال حديثي الولادة من مشفى لاخر بحاجة الى حاضنات واجهزة التنفس المخصصة لذلك ، لكن تلك التقنيات والتجهيزات غير كافية في الاردن.
ويذكر الدكتور في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا يوسف القاعود ان بعض المستشفيات تفتقر لأجهزة السلامة اللازمة لانقاذ حياة المواليد ، وعلى سبيل المثال تفتقر غرفة العمليات في عدد من المستشفيات إلى مهد/حاضن مدفأ لنقل المواليد بامان دون تعريضهم لمضاعفات.
نقص الكوادر المتخصصة
ويؤكد الدكتور القاعود على أن نسبة الموظفين إلى المرضى غير متكافئة ، كما ان هناك نقصا في الأطباء المختصين بحديثي الولادة.
وتبين الدكتورة البدري بأنه من المتعارف عليه عالميا أن نسبة عدد الممرضين تبلغ ممرضا لكل ثلاثة أطفال وممرضا لكل طفل اذا ما كان مريضا ، في حين أن نسبة الممرضين لعدد الاطفال تبلغ في الاردن ممرضا لكل عشرة أطفال مما يتصدر من الاسباب الاساسية لمشكلة تجرثم الدم.
و تذكر بأن عدد الاخصائيين في مجال الاطفال حديثي الولادة لا يتجاوز المائتي طبيب ما يستوجب العمل على ايجاد كوادر مؤهلة ومدربة ، فهناك نقص شديد في الكوادر الصحية من الاطباء والتمريض المدربين في تخصص فرعي وهو العناية المركزة للاطفال حديثي الولادة وهذا يستدعي وجود برامج تدريبية لرفع مستوى التمريض والاطباء.
في ذات الوقت اشارت إلى أن وزارة الصحة أصدرت ارشادات بكيفية العناية وعلاج الاطفال حديثي الولادة.
أسباب وفيات الاطفال
ولد « ايمن « بحالة جيدة وبناء على نصائح الطبيب وضع في الحاضنة لفترة قصيرة ، وفي مدة لم تتجاوز الاربعة ايام فارق الحياة بعد ان تبين أن الطفل قد اصيب بتجرثم الدم.
ترجع الدكتورة ايمان اسباب تجرثم الدم لدى الطفل الى عدم الالتزام بغسل الايدي وقلة عدد الكادر الصحي المتخصص في التعامل مع هذه الحالات وعدم تعقيم الاجهزة والادوات ، وفي الوقت الذي يولد فيه الطفل بلا مناعة فمن الواجب توفير الجو النظيف والمناسب حوله.
وتقول بأن حل مشكلة تجرثم الدم يقضي بضروة زيادة الكادر الصحي والاهتمام بالنظافة والرضاعة الطبيبعية التي تعطي للطفل المناعة.
ورصدت «كاتبة التحقيق «خلال جولة على أقسام الاطفال في عدة مستشفيات حكومية وخاصة عدم توافر الصابون والورق الصحي في الحمامات ، عدا عن عدم نظافة تلك الحمامات بما يتلاءم ومتطلبات النظافة الخاصة في المستشفيات.
« سهى « أم لثلاث بنات لجأت للحمل عن طريق زراعة الانابيب لثلاثة أجنة ، فكانت النتيجة موت طفلين من أصل الثلاثة.
ويوضح رئيس قسم الاطفال في مستشفى البشير الدكتور سمير الفاعوري أن من أسباب وفيات الاطفال حديثي الولادة وضع أكثر من طفلين خلال عملية زراعة أطفال الانابيب ، ما يسبب زيادة الوفيات الاطفال حديثي الولادة فالتوصيات العالمية تقضي ان يتم وضع جنين أو جنيين فقط في حين أن ما يحصل في الاردن هو نقيض ذلك.
« أم ايمن « سيدة متزوجة من ابن عمها تقول « لم أكن أعي أن ضريبة زواجي من ابن عمي ستكون وفاة احد اولادي واصابة الاخر باعاقة ، حيث ابلغنا الأطباء ان زواج الاقارب خاصة من الدرجة الاولى يرفع من نسب اصابة المواليد بالامراض الوراثية وحتى الاجهاض والموت «.
وأكدت العديد من الابحاث العلمية أن زواج الاقارب يزيد من نسبة حدوث الاجهاضات وخاصة الاقارب من الدرجة الاولى،وذلك نتيجة لظهور الصفات الجينية المتنحية في مثل هذه الزيجات والتي تؤدي الى ظهور أمراض وراثية تودي بحياة الطفل الى الوفاة أو الاعاقة في بعض الاحيان.
ويشير الدكتور الفاعوري أن زواج الاقارب يشكل نسبة كبيرة من مجموع الزيجات في الاردن ، ولكن تغيب الارقام الحقيقية لنسبة زواج الاقارب لدى دائرة الاحصاءات العامة.
ويذكر مصدر مسؤول في اليونسيف ان قلة وعي المقبلين على الزواج من الاقارب من اسباب موت الاطفال حديثي الولادة ويقول « يجرى فحص الثلاسيميا للمقبلين على الزواج ، في حين يتم تجاهل الفحوصات الهامة الاخرى كفحص الجينات بالرغم من أهميتها «.
لم يتسن للرضيع عماد ان يعيش سوى ايام ، فعندما نقل الى المستشفى بعد تدهور وضعه الصحي كان يعاني من برودة شديدة وانخفاض في درجة حرارة الجسم وتبين لاحقا بانه توفي جراء اصابته بصدمة البرد وفقا للاطباء.
ويوضح أخصائي طب الاطفال والخداج الدكتور وائل علم الدين أن هناك العديد من الاطفال حديثي الولادة معرضون للوفاة بعد اصابتهم بصدمة البرد التي تجعل من حرارة الطفل تهبط الى أقل من 36 ونصف وتصل الى 34 أو 35 درجة مئوية.
ويذكر الدكتور علم الدين أن هبوط درجة الحرارة يعني اختلال الوظائف الحيوية وتلفها وجعل جسم الطفل عرضة للالتهاب وبطء في عمل القلب ومن ثم الوفاة.
ويشدد على ضرورة تدفئة الاطفال جيدا وخاصة الاطفال الخداج وناقصي الوزن عن طريق الملابس الملائمة وتدفئة الغرفة جيدا وخاصة في فصل الشتاء.
وفاة المهد
توفي « هيثم « بعد ولادته بعدة أيام دون وجود سبب ظاهر وراء حدوث الوفاة وفق تشخيص الاطباء.
وبحسب المركز الوطني للطب الشرعي في عمان فقد شكل الأطفال الذين أعمارهم أقل من عام (76حالة) من وفيات الأطفال المفاجئة والغامضة من بين (111حالة) تم الكشف عليها بالمركز عام 2008 وهي اخر احصائية متوفرة لديهم.
ويذكر الدكتور علم الدين بأن وفاة المهد هي الوفاة التي تحدث للاطفال وهم نائمون ولا يكون هناك سبب ظاهر يدل على سبب الوفاة ، كما انها لا ترتبط بالحليب أو الرضاعة أو وضعية النوم.
ويبين الدكتور جهشان ان الاسباب تراوحت ما بين الالتهاب الرئوي الحاد ومتلازمة وفاة المهد والتي لا تزال مبهمة الاسباب في الادبيات الطبية ، حيث يتوفى الرضيع فجاة على الرغم من غياب اي دليل لاسباب مرضية او سمية او اصابية واضحة.
ويشير بأنه يمكن الوقاية من الاسباب المذكورة من خلال التوعية والتثقيف الصحي وتوفير الرعاية الطبية لكافة الاطفال في حال ظهور اعراض قد تبدو بسيطة في الوقت التي قد تكون اعراضا لمرض كامن.
ويضيف « يمكن خفض نسبة الوفيات من متلازمة وفاة المهد باتباع رعاية خاصة للاطفال وتوفير بيئة نوم امنه لهم «.
ويشدد الدكتور علم الدين على ضرورة فحص الطفل قبل خروجه من المستشفى في محاولة لاكتشاف ما اذا كان يعاني من امراض كالسكري أو القلب كما يتوجب فحص نسبة الكلس.
الاهمال يؤدي للوفاة
تفقد الطفل من حين لاخر والتجشؤ ما بعد الرضاعة ووضعه بطريقة نوم مناسبة اجراءات تساهم في حماية الطفل الرضيع من حوادث قد تؤدي للوفاة.
لم يكمل الطفل (نائل ) اسبوعه الاول في هذه الحياة فبعد اعطائه وجبة من الحليب ونومه دون تجشؤ فارق الحياة ، فوفقا للطبيب المعاين تقيأ الطفل ونزل الحليب الى الرئتين ما ادى الى اختناقه ومن ثم الوفاة.
ويقول الدكتور علم الدين بأن مصدر التنفس لدى الطفل الخداج غير ناضج وهذا يستدعي ضرورة تحريكه في كل حين واعطائه الدواء المناسب اذا استلزم الامر ذلك ، كما يفضل نوم الطفل على الجانب الايمن والتجشؤ جيدا قبل نومه وان يتم تفقده على الدوام خاصة عند النوم.
ويذكر الدكتور جهشان ان وفيات الاطفال ليست عشوائية ولكن يمكن الوقاية منها ، فتقبل المفهوم في الثقافة السائدة من ان هذه الوفيات قد تحدث دون سبب هو خطأ يتعارض مع الادبيات الطبية والعلمية.
ويطالب الدكتور جهشان بضرورة وجود مرجعيات قانونية وادارية للتحقيق في جميع وفيات الاطفال المفاجئة والغامضة والتبليغ عن جميع هذه الحالات ، وضمان توفير المعلومات عن وفاة الطفل قبل اجراء التشريح.
ويشدد على ضرورة استحداث نظام متكامل للتعامل مع وفيات الاطفال المفاجئة وتضافر الجهود من القطاعات القضائية والصحية والاجتماعية بشكل تشاركي بهدف الوصول الى اسباب وظروف وفيات الاطفال ، بهدف تكوين قاعدة معلومات مرجعية لرسم البرامج للوقاية من هذه الوفيات على المستوى الوطني.
مناعة الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية ومتابعة الحمل من أهم الاسباب التي تؤدي الى ولادة أطفال سليمين بمناعة قوية خاصة في الفترات الاولى من الولادة.
وأثناء تجول «كاتبة التحقيق « في المستشفيات التقت « أبو سعيد « بقسم الاطفال حديثي الولادة في احدى المستشفيات الحكومية ليخبرها بقصة ولديه التوأم الذي مات احدهما فيما يزال الاخر يخضع للمراقبة في قسم الخداج وحديثي الولادة.
يقول أبو سعيد « حصل الحمل بعد زواج دام عشر سنوات ، في الشهر الخامس حدثت بعض المضاعفات ، ما اضطر زوجتي للخضوع الى زيارات دائمة للطبيب والعلاج المستمر لوقاية الاجنة من الالتهابات.»
ويتابع « رافقنا الطبيب برحلة علاجية تامة ، اذ كان وضع الاجنة خطيرا ، وبفضل المتابعة تم انقاذ طفل من التوأم ، فتوفى الاول نتيجة عدم اكتمال الرئة وأنقذ الطبيب -بفضل الله -الطفل الثاني حيث أعطيت لزوجتي « ابرة اكتمال الرئة « قبل الولادة باثنتي عشرة ساعة.
ويؤكد أنه بعد الولادة شددت الطبيبة المتابعة للام والطفل على ضرورة الالتزام بالرضاعة الطبيعية وظلت تردد علينا « انها بمثابة الدواء للطفل «.
وتشير الدكتورة البدري إلى غياب سياسة واضحة مطبقة لدعم الرضاعة الطبيعية في الاردن , مؤكدة على أن للرضاعة الطبيعية دورا رئيسيا في تقليل عدد وفيات الاطفال حديثي الولادة اذ انها تدعم جهاز المناعة لديهم وتحل محل الدواء لدى الاطفال.
وتذكر بأنه في بعض الاحيان وبسبب أفكار سائدة لدى بعض السيدات بأن الرضاعة الطبيعية تزيد من أوزانهن تبتعد بعضهن عن الرضاعة الطبيعية وتلجأ للحليب الصناعي فيفقد الطفل اهم داعم للمناعة الطبيعية.
وتبين الدكتورة البدري بأن 79% من وفيات الاطفال تحدث خلال الاسبوع الاول بعد الولادة منها 42% في اليوم الاول , ما تربطه الدكتورة البدري بأن له علاقة مباشرة باهتمام الام بحملها ( صحة الام والجنين ) وهذا يعني بالضرورة متابعة المعلومات المتعلقة بالام الحامل واذا ما كان لديها مشاكل صحية قد تؤدي الى نقل جرثومة الى الوليد وبالتالي التسبب في وفاته.
وتشدد على أهمية ان تتابع المؤسسات الصحية التاريخ المرضي للامهات من قبل مؤسسة صحية عليا كالمجلس الاعلى للصحة ، ومتابعة اخذ المعلومات والتاريخ المرضي للام من قبل المؤسسات الصحية المعنية.
وتذكر الدكتورة البدري بأن الاطفال ناقصي الوزن والخداج يزداد احتمال الوفاة لديهم أكثر بعشرين مرة من الاطفال المكتملين النمو.
متابعة الحمل
ايمان سيدة في بداية الثلاثينات تقول « لم اراجع العيادة الا في الشهر الخامس من الحمل رغبة مني في معرفة نوع الجنين ، ومن ثم انقطعت عن المراجعة طوال الفترة المتبقية حتى الولادة «.
وتضيف « نتيجة لتأخري بالولادة واصابتي بنزيف ولدت طفلتي وهي تعاني من نقص ألاكسجين ، عاشت أياما قليلة لم تتجاوز الاسبوع وتوفيت ، أتذكر أن الطبيبة أخبرتني حينها بأنها لو عاشت لعانت من حالة من حالات التخلف العقلي».
ويشير الدكتور الفاعوري أن نقص الاكسجين يؤدي الى حدوث اعاقة ، شلل ، أو موت الطفل ولهذا يشدد على أهمية مراجعة الام للطبيب فترة ما قبل الحمل ، خاصة اذا كان للام تاريخ مرضي معين أو تعاني أمراضا مزمنة ولديها اجهاضات سابقة وغيرها من العوامل المؤثرة بشكل مباشر على صحة الجنين وسلامته.ويشدد الدكتور الفاعوري على انه من خلال عملية المتابعة الدورية للجنين والام يمكن معالجة الامراض بالوقت المناسب ، بالاضافة الى تحديد الحاجة الى العملية القيصيرية والوقت المناسب لاجرائها ، وبذلك يمكن تجنب حدوث المضاعفات التي قد تفضي الى حدوث مشكلات صحية خطيرة للطفل أو وفاته.