زيارة امير قطر للأردن
قطر هذه الدوله الصغيرةالواقعه على شاطئ الخليج والغنية بموارد الطاقة خاصة الغاز الطبيعي بات اسمها مرتبطا ارتباطا وثيقا بما يجري في منطقه الشرق الاوسط ، تتمتع قطر بعلاقات ممتازة مع الغرب وبعلاقات اقليميه جيدة ووصول جيل شاب الى السلطة في هذه الامارة الخليجية نقله جريئة في سياق دول الخليج التي اعتادت على القيادات المعمرة الامر الذي انعكس ايجابيا.
فالعلاقة ما بين الاردن وقطر تشهد تقاربا جديدا . فزيارة امير قطر الشيخ تميم الى الاردن كان لها اثر في توفير فرصه طيبه لتبادل الرأي والتشاور حول اهم قضايا الامة العربية والاسلاميه . وتأتي تأكيدا على ضرورة تعزيز التعاون وتدعيم التنسيق بين البلدين الشقيقين ولا سيما في هذه الظروف الدقيقه والتحديات الكبيرة التي تحيط بأمتنا العربية
فالأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تتبنى مواقف ثابتة ومساعي واضحة مبنية على الاعتدال والتوسط لتقريب وجهات النظر ما يعني ان قيام الاردن بوساطة لتقريب وجهات النظر بين الدوحة وأبو ظبي والرياض امر ممكن في وقت يتمتع فيه الاردن بعلاقات ثنائيه مميزة مع السعودية والإمارات .فمن الممكن ان يلعب الاردن دور الوسيط رغم انه يبدو صعبا في ظل التشدد السعودي الاماراتي تجاه قطر فدبلوماسية الاردن وحنكة جلالة الملك عبدا لله تستطيع تخفيف الضرر الواقع على قطر ، وبإمكانها الحد من قسوة القرارات الخليجية على الدوحة.
فزيارة امير قطر ولقاؤه بالملك عبد الله الثاني اطال الله بعمره رمزيه الدلالة لكنها كبيرة المعنى . اتت لتأكد على تمتين العلاقات في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة ويخدم قضايانا فالأردن معني بتجسيد سياسته التاريخيه المستمرة حتى اللحظة بفتح كل الابواب مع كل الدول العربية فحكمة جلالته ورؤيته الاصلاحية ومواقفه الداعمة للقضايا العربية تقوم على الوضوح والشفافية وثبات الموقف والتعامل معها باتزان فرغم تداعيات الازمات التي تمر بها المنطقه وانعكاسها على الاردن وفي مقدمتها القضية الفلسطنيه والملف السوري والعراقي فقد كان للأردن الدور البارز على الساحة الدوليه والمحلية بمعالجة الازمات في الاطار السلمي ان دور الاردن المركزي ضمان لإقامة الدوله الفلسطنيه وعاصمتها القدس الشريف .
يضع جلالة الملك عبد الله مصلحة الامة العربية على راس سلم الاولويات السياسيه ويحرص جلالته على التنسيق بين الدول العربية الشقيقه لتجاوز كافة العقبات التي قد تعترض العلاقات العربية وشعوبها من الاثار السلبيه لتدخل القوى الاقليمية والخارجية ذات الطموحات التوسعية التي تحاول العبث فسادا باستقرار المجتمعات العربية
تميزت العلاقات الاردنية دائما بالتكامل الاستراتجي على الصعيد السياسي والاقتصادي حيث السعي المشترك لتجاوز التحديات التي تواجهها اية دوله من خلال استخدام القيم والإمكانات البشرية والاقتصادية الموجودة لدى الدولة الاخرى فجلالته يؤكد ان المصير الواحد المشترك هو الفيصل في روابط الاخوة والصداقه . فوسط الاوضاع التي تمر بها قطر تكتسب هذه الزيارة اهمية خاصة معززه العلاقات العربية المشتركه وطي الخلافات فالموقف السياسي الاردني ثابت في التعامل الحكيم مع الازمات والتحديات في المنطقه جعلته محطة ارتكاز مهمة ومحايدة . يلجاء اليه كافة القوى الدوليه والاقليميه والإطراف المتصارعة . للوصول الى حلول وتجنيب المنطقه الموت والدمار
فعلى العالم ان يدرك اهمية ان يحافظ الاردن على استقراره ودوره المحوري والوسطي في المنطقه ليواصل هذا الدور المهم . فالأردن يسير بشكل متوازن ومقبول وخاصة اننا نعيش في اقليم ملتهب . اضافة الى ان الاعباء الاقتصادية وتداعيات الازمة السوريه واستضافة اللاجئين ترهق الدوله اقتصاديا . فعلى المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع الخليجي بشكل خاص مساندة ودعم الاردن بشكل اوسع لمواجهة هده الاعباء والتداعيات ولاسيما الازمة السوريه.