دعوا الحكومة تحكم

تم نشره الخميس 03rd نيسان / أبريل 2014 12:55 صباحاً
دعوا الحكومة تحكم
د. فهد الفانك

رئيس الحكومة ليس طارئاً على السياسة والاقتصاد والإدارة فقد أمضى 50 عاماً في العمل العام ومارس مسؤوليات مالية ، وأشغل مراكز دبلوماسية ، ومناصب وزارية ، وكان نائباً في البرلمان لدورات متعددة ، وقد اختير رئيساً للحكومة لتحمل مسؤوليات المرحلة.

حكومة عبد الله النسور فازت بالثقة في البرلمان السابق وفازت بالثقة مرتين في البرلمان الحالي ، ومن حقها أن تحكم ، وأن تتحمل المسؤولية تحت رقابة البرلمان والرأي العام.

لكن جهات متعددة تتصدى للقيام بوظائف الحكومة ، والنهوض بواجباتها ، والتخطيط لأعمالها ، وتجهيز قراراتها ، ثم تقديمها لها لتعمل بموجبها.

بل إن مجموعة المبادرة البرلمانية تريد أن تقوم بدور الحكومة ، فترسم السياسات وتصوغ القرارات ، ليس في مجال واحد بل في جميع القطاعات ومناحي الحياة ، بما فيها الصناعة والزراعة والطاقة والمياه والتعليم والصحة والسياحة والأمن والعمالة إلى آخره بحيث لا يكون أمام الحكومة سوى الانصياع لما يقدم لها من جدول أعمال وإجراءات وقرارات جاهزة ، أو أن تتحفظ وتدفع الثمن الذي قد يصل إلى إسقاط الحكومة. بعبارة أخرى فإن المبادرة النيابية تقول للحكومة: اسمعوا وأطيعوا وإلا نرسلكم إلى بيوتكم على قاعدة إما أن نحكمكم أو نقضي عليكم.

من حق النواب أن يراقبوا أعمال الحكومة ، ولكن المراقبة مثل النقد الأدبي أوالعلمي ليس إنتاجأً بل تقييمأً ينتهي بالقبول أو الرفض أو التعديل. حتى سلطة التشريع المناطة دستورياً بالمجلس تعني أن يدرس المجلس مشاريع قوانين تصوغها الحكومة ، فيقبلها النواب أو يعدلونها أو يرفضونها ، ولكنهم لا يكتبون القوانين ابتداءً ، فهذه مهمة الحكومة وأجهزتها المتخصصة.

النائب فرد ، والحكومة جهاز ضخم من الخبراء والمتخصصين والأجهزة الإدارية والفنية ، وهي الأقدر على تفهم التحديات واجتراح الحلول ، على أن تخضع تلك الحلول للرقابة اللاحقة حماية للمصلحة العامة ومنع الانحرافات.

لا نفهم لماذا تعطي مجموعة من النواب ثقتها بالحكومة إذا كان هؤلاء النواب لا يثقون بقدرتها على التخطيط السليم ومواجهة التحديات الصعبة ، وصنع القرارات الصحيحة وإدارة الاقتصاد الوطني.

جلالة الملك كلف الحكومة ، وليس أية جهة أخرى ، بإعداد خطة اقتصادية لعشر سنوات ، فهذه مهمتها التي لا يجوز لأية جهة أخرى أن تغتصبها .

باختصار: دعوا الحكومة تحكم ، وقوموها إذا انحرفت ، ولكن لا تحاولوا الحلول محلها.

(الراي 2014-04-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات