ديمقراطية الصوت الواحد

تم نشره السبت 05 نيسان / أبريل 2014 12:21 صباحاً
ديمقراطية الصوت الواحد
فهد الفانك

لا يخلو تصريح سياسي معارض من إدانة لمبدأ الصوت الواحد واعتباره سبب البلاء وعقبة في وجه الديمقراطية والوئام الاجتماعي.

نظام الصوت الواحد للمواطن الواحد معمول به في البلدان الديمقراطية بما فيها أميركا وبريطانيا ، كل ما هنالك أنهم يجعلون التنافس بين المرشحين على مقعد واحد في دائرة صغيرة ، في حين أن الصوت الواحد يطبق في الأردن في دائرة كبيرة ذات مقاعد متعددة مما يعطي الناخب خياراً أوسع خاصة في ظل انتخابات فردية.

إذا كان مبدأ الصوت الواحد مقبولاً ديمقراطياً ، فإن السؤال هو ما إذا كان من الأفضل أن يعمل المرشح في دائرة صغيرة ذات مقعد واحد ، أم في دائرة كبيرة متعددة المقاعد؟.

الجواب المنطقي في غياب أحزاب قوية أن الدائرة الصغيرة تنتج وجهاء محليين ويفوز فيها ابن العائلة الأكبر ، بصرف النظر عن كفاءته السياسية والوطنية ، في حين أن الدائرة الكبيرة تنتج زعماء سياسيين وقادة مجتمع ممن لهم وجود أبعد من الحي أو القرية أو العشيرة.

إذا كان الاعتراض على الصوت الواحد يقوم على أساس أنه يحول دون التحالفات بين الأحزاب أو تعدد المرشحين ضمن العائلة الواحدة ، على فرض أن هذه الأمور مرغوب فيها ، فإن الحل يكمن في إعطاء الناخب ثلاثة أصوات يمنحها لمن يشاء ، ومن حقه إذا شاء أن يعطيها لمرشح واحد ، وهذا ما ستفعله الأغلبية.

هذا الأسلوب يحقق الأهداف المقصودة من أسلوب الصوت الواحد التي دعت الحكومات المتعاقبة إلى التمسك به ، كما يلبي في الوقت ذاته رغبة البعض في توزيع الأصوات على أكثر من نائب واحد.

في هذه الحالة فإن الناخب المهتم بشكل خاص بمرشح معين يستطيع أن يعطيه أصواته الثلاثة وبذلك يطبق نظرية الصوت الواحد مضروباً في ثلاثة ، أما الناخب ذو الاتجاهات المتعددة فإنه يستطيع أن يوزع أصواته على اثنين أو ثلاثة مرشحين كما يرى مناسباً.

التمسك بالصوت الواحد لا يقوم على اعتبارات ديمقراطية بحتة ، بل للحيلولة دون استيلاء حزب منظم على معظم المقاعد ليوظف أغلبيته في ضرب الديمقراطية كما يفعل حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي استخدم أغلبيته البرلمانية لحماية الفساد وتنفيذ مجزرة بحق القضاة والمحققين ووسائل الاتصال الاجتماعي لا لشيء إلا لحماية (السلطان) وابنه ورفاقه من الوزراء وأولادهم.

( الرأي 5/4/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات