ثلاث شجرات سرو معمر اخر ما تبقى بجبل الكولا بالطفيلة
المدينة نيوز- تسبب الجفاف، وانخفاض معدلات الأمطار السنوية، وتوسع نطاق الزحف الصحراوي بانقراض أصناف السرو الطبيعي المعمر في جبال الكولا المتاخمة لمحمية ضانا للمحيط الحيوي، ليتبقى ثلاث شجرات بعمر يتجاوز 500 سنة، تعانق عنان السماء، وتلقي بظلالها الندية المعطرة على مرتاديها.
ففي منطقة " خانق الأرز " القريبة من لواء بصيرا كما يسميها أبناء المنطقة، شكا مزارعون من تدهور التربة بالمنطقة، اثر جفاف ينبوع المياه اليتيم فيها، وتراجع مساحات واسعة من الغطاء النباتي في المنطقة التي كانت تشهد ثلوجا سنوية على قممها، تغذي ينابيع أودية الكولا.
وأشار مواطنون في ضانا وبصيرا إلى المساحات الواسعة من الأشجار الحرجية والرعوية التي كانت تغطي جبال لحظة وبصيرا والكولا قبل أن يطالها التصحر والجفاف وقلة الامطار والظروف المناخية، ليتبقى بضع شجيرات قدروا أعمارها بأكثر من 500 عام صامدة أمام العوامل الطبيعية.
وأكدوا ضرورة ايلاء هذه الثروة النباتية المزيد من الرعاية، لا سيما أشجار السرو والصنوبر والبلوط والعرعر وغيرها من التجمعات القديمة لأصناف السرو الطبيعي.
ودعوا وزارة الزراعة إلى تهيئة الظروف الملائمة للمحافظة على هذه الأشجار بشمولها بالتقليم والرعاية، كونها تعد إرثا يحكي تاريخ المنظومة الطبيعية للمنطقة المرتفعة التي تعد امتدادا لمناطق ضانا وتطل على وادي عربة وجبال فلسطين.
وأشار مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس عامر الرفوع إلى ان المحمية تحتضن آخر وأقدم تجمع للسرو الطبيعي في الأردن إلى جانب أنواع نباتية وصل عددها إلى 833 نوعا ثلاثة منها نادرة سجّلت باسم ضانا، مؤكدا ان أشجار السرو المعمرة في منطقة الكولا التي تقع خارج محيط محمية ضانا تعد بقايا لتجمع من السرو الطبيعي المعمر.
وقال ان محمية ضانا للمحيط الحيوي تضم زهاء 370 شجرة معمرة كالتي في منطقة الكولا حيث توجد هذه الأشجار الثلاث خارج حدود المحمية، مشيرا إلى ان الاسم العلمي لهذه الأشجار هو "السرو الطبيعي" باعتبارها منحدرة من ذات عائلة السرو المخروطية الشكل وذات الرائحة الزكية.
(بترا)