أردني يبيع القلائد والأساور منذ نصف قرن في البترا
المدينة نيوز :- منذ العام 1964 يركن الثمانيني حسن البدول على يمين الشارع الروماني في مدينة البترا , يبيع قلائد الاحجار الكريمة والأساور متعددة الانواع والاشكال , المصفوفة على الواح خشبية , يستظل شجرة البطم المعمرة التي تعلقت روحه بها ولم يفارقها منذ ذلك الحين .
ويشد الزائر والسائح للبترا جمالها الساحر الذي يجعله يمعن النظر في الفن الهندسي, والرسومات المتنوعة , والتصميمات التي تثير الدهشة , ابدعها العرب الانباط الذين نحتوا الصخور والجبال , وحولوها لمدينة اصبحت من عجائب الدنيا السبع .
ورغم تمتع السائح بالمناظر الساحرة والخلابة , إلا انه وعند مجيئه من منطقة الخزنة باتجاه قصر البنت لا يثنيه ذلك عن التوقف على يمين الشارع الروماني , حيث الشجرة المعمرة , والمسن الراكن بفيئها يبيع القلائد وبعض التحف منذ ما يزيد على خمسين عاما .
جلوسه لسنوات طويلة في ظل هذه الشجرة التي سميت باسمه (شجرة حسن ) , اكسبه اتقان اللغة الانجليزية والعديد من الكلمات في لغات اجنبية اخرى , جراء التعامل اليومي والمباشر مع السياح الاجانب .
يقول البدول : "ان قدرتي على التحدث وبلغات اجنبية عدة سهّل عليّ كثيرا التعامل مع السياح وعرض البضائع عليهم , اذ يشعرون بسعادة عندما اتحدث اليهم باللغة الانجليزية وبطلاقة , ما يدفعهم الى الشراء والجلوس الى جانبي لبعض الوقت ." البدول هو اكبر الباعة سنا داخل مدينة البترا , والابتسامة لا تفارقه , ما يجعل السياح ينجذبون اليه , ويأتونه للشراء , والتقاط الصور معه , او اطلاق التحية عليه عن بُعد .
والذي يسير بالشارع الذي يجلس فيه يسمع اغاني سميرة توفيق , واخبارا محلية ودولية عبر أثير الاذاعة الاردنية صادرة عن راديو متوسط الحجم يضعه فوق بسطته حينا , او يعلقه بغصن الشجرة حينا آخر .
يقول البدول ان هذا الراديو اهداه اياه سائح اجنبي قبل ما يزيد عن ثلاثين عاما , يستأنس به طوال ساعات النهار , ويتعرف من خلاله على الاخبار خاصة السياسية منها , سواء المتعلقة بالمملكة او اخبار تلك الاحداث الدائرة في المنطقة ، وفقاً لـ بترا .
" يقطن البدول وهو من مواليد العام 1933 في (مغارة ) تقع على اطراف مدينة البترا , رغم انه يمتلك بيتا متواضعا في منطقة ام صيحون المحاذية للمدينة الوردية , قدم له ضمن اسكانات الحكومة قبل سنوات عديدة لمن يقطنون (المُغر والكهوف ) , إلا انه يفضل الاقامة في (مغارته) ويستهويه النوم بداخلها , معتبرا اياها المكان الاكثر راحة لنفسه , لانه تعوّد عليها منذ الصغر ولا يستطيع ان يقيم في اي مكان آخر , فالراحة هي راحة النفس بالنسبة له" كما يقول .
ويتراوح ثمن القلادة والاسورة والخاتم والتحف التي يبيعها بين دينارين وعشرة دنانير , وهي مصدر الرزق الوحيد الذي يعتاش منه واولاده الستة , رغم ان ثمنها اكثر من ذلك , إلا ان تخفيضه لاسعارها ياتي نظرا لانخفاض عدد السياح القادمين الى البترا خلال السنوات الاخيرة بسبب الظروف في المنطقة وفقا له .
ويقول ان من اسباب تراجع البيع لديه تلك الممارسات السلبية للباعة المتجولين المنتشرين في اغلب مواقع المدينة , واكثرهم من الاطفال الذين يتقنون لغات عدة حيث يصرّون على السياح لأجل الشراء منهم , ما يؤدي الى نفور السياح عن الشراء , مشيرا الى ان سياحا اشتكوا له من ممارسات بعض الباعة السلبية , وطرق البيع العشوائي , داخل المدينة الوردية .