تحسن ملموس في الحساب الجاري

تم نشره الثلاثاء 08 نيسان / أبريل 2014 12:48 صباحاً
تحسن ملموس في الحساب الجاري
د. فهد الفانك

تشير الأرقام الأولية التي نشرها البنك المركزي إلى أن عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات في السنة الماضية (2013) بلغ 2385 مليون دينار مقابل 3345 مليون دينار في السنة السابقة (2012) أي بنسبة 29%.

بذلك يكون العجز في الحساب الجاري قد انخفض بمقدار 961 مليون دينار عما كان عليه في السنة السابقة، ويكون العجز قد هبط من حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي في 2012 إلى 10% في 2013.

هذا التحسن الملموس في مؤشر اقتصادي أساسي يستحق الترحيب، ولكن العجز يبقى كبيراً جدأً بجميع المقاييس، وغير قابل للاستمرار.

الحساب الجاري لميزان المدفوعات هو المقياس الحقيقي لدرجة الاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي، وهو يشمل جميع المعاملات العادية المتكررة مع العالم الخارجي وهي: الميزان التجاري (استيراد وتصدير) والخدمات: سفر وسياحة داخلة وخارجة وخدمات خرى كالنقل والتعليم والعلاج وما إلى ذلك، وطبعأً حوالات المغتربين الأردنيين والعمالة الوافدة والمنح الخارجية وفوائد الاستثمارات الداخلة والخارجة إلى آخره.

عندما يقع عجز كبير في الحساب الجاري كما هو حاصل في حالتنا، فإن التغطية تتم من الحساب الرأسمالي فإن لم يكفِ فبالسحب على الاحتياطي من العملات الاجنبية. وبما أن الاحتياطي لم ينخفض بل ارتفع، فلا بد أن الاعتماد كان على الحساب الرأسمالي أي القروض الخارجية وتدفقات الاستثمارات الواردة، وهي مصادر غير مأمونة ولا يجوز الاعتماد عليها بشكل دائم.

السبب الأول في عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات هو الفجوة الكبيرة بين المستوردات والصادرات التي تجاوزت في 2013 حوالي 8144 مليون دينار، بزيادة 8ر8% عما كانت عليه في السنة السابقة، حيث تبلغ المستوردات أكثر من ثلاثة أمثال الصادرات الوطنية!.

الحل إذن يبدأ بالحساب الجاري الذي يشمل المقبوضات والمدفوعات الجارية، والمطلوب في هذه الحالة الوقوف عند كل بند من البنود والسؤال عما يمكن عمله لزيادة العناصر التي تظهر في الجانب الإيجابي من الحساب الجاري وتخفيض العناصر التي تظهر في الجانب السلبي.

هذا بالتأكيد ليس حلاً للمشكلة، بل جدول أعمال. وفي هذا المجال لا بد من الوقوف طويلاً أمام ضعف الصادرات الوطنية، فهي نقطة الضعف الأساسية، فهل يمكن زيادة الإنتاج، سلعاً وخدمات، بقصد التصدير والإحلال محل المستوردات، وهل يستطيع القطاع الخاص أن يقبل التحدي وينهض بالمهمة؟.

(الراي 2014-04-08)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات