تواصل فعاليات مهرجان المسرح بـ "صباح ومسا"

المدينة نيوز - عرضت مسرحية صباح ومسا في المركز الثقافي الملكي مساء أول من أمس ضمن مهرجان المسرح الأردني السادس عشر.
وفي سياق العرض كان لـلرأي هذا اللقاء مع ممثلته الرئيسة أسماء مصطفى:
ما درجة التأكد من وصول ثيمة العمل إلى المتلقي على اختلاف شرائحه الثقافية؟ .
أعتقد أن رسالتنا وصلت، وهي رسالة حب وحلم وحياة، رسالة نود بها عالما آمنا، يدفعنا إلى ذلك هذا الكم الهائل من الحروب والنزاعات والأحقاد، فكان العرض- كما رأيت- علاقة تبين عن أصدقاء، أزواج، أو اثنين على أعم تعبير التقيا على جسر تحت قيد الإنشاء؛ هي فرت من بيت يزدحم بالأحقاد والعلاقة غير السوية بين أمها وأبيها، فتنسحب إلى عالم آخر مشحون لا تعلم ما يخبئ لها؛ فتجد نفسها مع زوج لا يؤمن بطاقاتها؛ فيقمعها في حلمها الراقص؛ وإذ تتخلى مجبرة عن حلمها راقصة تتزايد حدة القمع فتحرم من أقل حقوقها في طبيعية الحياة، وهكذا تعيش حياة ما بعد السجن في مكان غير مناسب وزمن ليس مواتيا، فتعترف في كل ذلك لمقابلها بحبها للحياة، وفي هذا كثير فضفضات. في العمل تناقضات، وجنون شخصيات، وواقع وحلم، واكتشاف الجسر الآخر والمكان الآخر الذي تنجذب إليه؛ وفي هذا رسالة على استمرار الحياة بالرغم من الكبوات المتلاحقة وشد العزم من جديد، وهذا ببساطة هو منحنى حياتنا التي نعيش.
كان ثمة تمرير للسياسي والإنساني في قالب منسجم مع التواء الجسد بين القضبان المنفتحة على أكثر من تأويل؟.
في الكيوغرافي الذي أضناني في تصميمه، كانت كتابة الجسد على خشبة المسرح، وكان في ذلك تطويع لهذه الكتلة الهائلة من الديكور، وفي الحقيقة فإن أجسادنا مليئة بقضبان أشد وطأة؛ فينبغي تطويعها أولا، بالتأكيد لن نكسرها، غير أننا نشتغل على ليونة ذلك، فكما رأيت كانت الكتلة الهائلة مطواعة تماما، وفيما يخص الممثلين لا أخفيك أن اقتراح غنام غنام للديكور كان مريعا لي، فحاولت أن أكون ندا فجربت طيلة أربعة أسابيع إعادة النظر، وكان لا بد من المرور على هذا الديكور قبل البروفات بساعة أو ساعتين، فكان أن انسجم جسدي مع تلك القضبان فلانت له، والعبرة هي أن أطوعه بليونة جسدي لا أطوع جسدى مع حدته، فلأول مرة أخوض هذا التصميم بهذا الاشتغال على الكيوغرافي.
التنافذ على اللازمن لم يكن عائقا أمام المتلقي لفهم الفكرة، هل كان ذلك هاجسا رئيسا؛ فبين الناس المتخصص والآخر الهاوي والثالث المار بالمسرح لأول مرة؟.
لا أخفيك كان لدي خوف قبل الاشتغال على العمل، ولكني كنت أشتغل على مقولة الدلالة الواحدة متعددة التأويل تبعا لثقافة المتلقي، ولماذا أذهب بعيدا؟ فمختبري بنتي التي حيثما رضيت عن العمل واستمتعت به رضيت عنه واستمتعت به، وأعتقد أنك توافقني في أن عملي لم يكن للنخبة بدليل ملامسته قضاياه الإنسانية؛ فالصورة وصلت بالكلمة أو الجسد، وأعلم تماما أنني في العمل المسرحي علي أن أبث شيفرات يفهما الناس فيحللونها كيفما شاءوا، وأعتقد أن متلقينا واع لا خوف عليه.
ألم يكن ثمة خوف من سطوتك على الممثلين الشباب؛ فيذوبان تحت الجسد الصارخ بالتجربة ذهنا وأداء؛ فكيف خففت من حدة الفوراق الخبراتية بينك وبينهما على الخشبة؟.
المسرح عمل جماعي، مع أن في المسرح المحترف والهاوي الشاب، ولكن مع ذلك فكلنا يحمل الآخر: المخرج بالإضاءة والديكور، والممثلون، فلا مجال للفردية فيه، ودائما أكرر: لعبة المسرح تتلخص في احملني وأحملك والتوفيق من الله.
ربما كان إلقاء الكلمات العامية أو المحكية أو الفيروزية على النص الفصيح تسرية عن ذهن المتلقي أو تهوينا لثقل الفصحى الثقيلة ثقل الديكور، أو قد تكون رابطا لا نعلمه؟.
لم يكن ذلك متقصدا، مع أننا في اشتغالنا على البروفات نمتاز بمخرج مطواع لين، يؤمن بما يجيء به الممثل ويجتهد فيه، فأعتقد أن الكلمة الأبسط الدالة العامية أدت غرضا دون أن تخلق تصنعا أو كسرا بينا للفصيح، ونحن في العمل نحتاج منحنيات، وطاقة يرسلها الممثل فيلتقط ذبذباتها المتلقي فتكون تغذية راجعة له على الخشبة في التو واللحظة.
وأعتقد أن العربية لمن اشتغل عليها أربعة أشهر من التدريب لم تعد غريبة عنه، وباتت جزءا من حديثه الاعتيادي، فذابت في رأس الممثل، وتشرب بها ظلالها. وأعتقد أن فيروز لم تكن مقحمة على النص الممسرح في صباحاتنا ومسانا، فما بين الصباح والمساء عوالم من التناقضات.