الأنواء توقعات بحصول كارثة
يمر العالم بأزمات مختلفة تؤثر في مسيرة البشرية، وتدفعها للتحضير لما هو أسوأ في المستقبل القريب، وفي الغالب فإن تلك الأزمات متصلة بالأمن والإقتصاد والسياسة وهي تهديد مباشر للمجموع الإنساني حول الأرض، مع غياب النوايا الصادقة لحلحلة كم الأزمات المتفاقم، دون إغفال حقيقة وجود دول ومنظمات عالمية تشترك في صناعة المأساة، والخشية أن تكون بعض تلك المنظمات ترى في إشعال الحروب وإفتعال المشاكل سبيلا لتحقيق غايات قذرة تتمثل بالنفوذ والسيطرة، وإضعاف الخصوم المعروفين والمحتملين الذين يشكلون عبئا على دول كبرى، ومنظمات سرية كالماسونية العالمية، وبعض المؤسسات الإقتصادية الإحتكارية، ومنها اليهودية التي تريد تهيئة أجواء مثالية لحكم العالم وفقا لمصالحها الحيوية.
الأزمات الأخطر والكارثية بالفعل هي التي تسببها الكوارث الطبيعية، كالزلازل والبراكين والأعاصير وموجات المد البحري الهائلة ( التسونامي) والسيول الجارفة، والإنهيارات الأرضية، وبعض تلك الكوارث نتاج كوارث طبيعية سابقة لها، كالسيول نتاج أمطار غزيرة، وثلوج تؤدي الى فيضانات في الأنهار التي تتغذى من جبال بعيدة ماطرة، وهذا لايعني إغفال ماتسببه الحرارة الشديدة من حرائق في الغابات وضياع لملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية والشجرية، وعلى الدوام تحذر دوائرالأنواء الجوية من الأمطار والأعاصير والعواصف التي يمكن أن تؤدي الى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
دائرة الأنواء الجوية العراقية أصدرت تحذيرات نيسانية موجهة على وجه الخصوص الى أكثر من تسعة آلاف مرشح لإنتخابات مجلس النواب العراقي المزمعة نهاية نيسان الجاري جاء فيها ( تسترعي الهيئة إنتباه السادة المرشحين لإنتخابات مجلس النواب العراقي القادمة وتحذرهم من تبعات أمطار متوقعة خلال الأيام المقبلة والتي تسبق الإستحقاق الإنتخابي، وبما إن الأخوة المرشحين نشروا ووضعوا دعاياتهم من ملصقات ولافتات ونشرات ضوئية، وسواها من أشكال الدعاية في الشوارع العامة والجزرات الوسطية، وعلى واجهات البنايات الخاصة، وفي دوائر الدولة والدور وحتى أعمدة الكهرباء والأشجار ونوافذ السيارات فإننا نحذر من سقوط متوقع للأمطار غزير، والتي من المتوقع أن تصحبها زوابع رعدية ورياح شديدة في بعض المناطق مع غبار كثيف، وهو ماسيؤدي في الغالب الى تمزيق تلك الدعايات وقطع للحبال التي تعلق بها لافتات وصور وبوسترات وأشكال من الدعايات التي تتفنن بتحضيرها المطابع وشركات الدعاية ويدفع المرشحون دم القلب لإنجازها وصرف مبالغ طائلة للقائمين عليها والعاملين في تحضيرها ونشرها وتوزيعها وترتيبها، ومع مايترتب على ذلك من ضرورات إعادة طبع وتوزيع من جديد لملء الفراغات التي تسببت بها الأمطار والرياح وهو مالانرتضيه لمرشحينا الأعزاء خاصة وإن العديد منهم فقراء الحال، ولايحظون بدعم محلي، ولايملكون المال السياسي، ولايرتبطون بالخارج . مع فائق التقدير والإحترام).
ربما يكون من اللازم تغيير مواعيد الإنتخابات النيابية والمحلية لتكون أكثر ملائمة للأجواء والمناخات العراقية كأن تجرى في يناير، أو أيلول في مطلعه لتجنب الأمطار والزوابع والتوابع. وكان الإنسان عجولا.