في عصر الإعلانات

تم نشره السبت 12 نيسان / أبريل 2014 12:32 صباحاً
في عصر الإعلانات
د. فهد الفانك

يتضايق البعض من حجم الإعلانات في الصحف والتلفزيونات وغيرها من وسائل الإعلام مع أنها تقوم بوظيفة هامة حتى لمن لا يهمه الإعلام، فلولا الإعلانات لما استطاع القارئ أن يحصل على الجريدة بسعر لا يزيد عن ثلث كلفة إنتاجها، ولا استطاع المشاهد أن يستمتع بمشاهدة برامج التلفزيون دون مقابل، ذلك أن الإعلان هو الذي يسدد الفرق.

يقوم الإعلان بوظيفة أساسية هي تعريف المستهلك بما هو متاح له في السوق، فالإعلان يعني حق المستهلك في الاختيار على ضوء المعلومات، ولولا الإعلان عن المنتجات الجديدة المتفوقة لما وصلت إلى المستهلك الذي لم يسمع بها.

والإعلان صناعة عالمية كبيرة تتعامل بمليارات الدولارات، ولا يعتمد وكلاء الإعلان على العمولة التي تمنحها لهم وسائل الإعلام، بل على إنتاج المادة الإعلانية، التي تحتاج لقدر كبير من الإبداع، لدرجة أن بعض الإعلانات تعتبر أجمل وأكثر جاذبية من بعض البرامج العادية، ذلك أنها تحسب بالثواني وبالتالي يجب أن توصل رسالة قوية ومؤثرة في أقل مساحة واقصر وقت ممكن.

هذا لا يعني أن يستسلم المواطن ويقبل كل ما يعرض عليه، فبعض الإعلانات غير مقنعة، ويجب أن تكون لدينا مناعة ضد الخزعبلات التي تزخر بها بعض الإعلانات ذات الأفكار المكرورة.

خذ مثلاً الإعلان عن شامبو هو الأول في العالم! ولاحظ أن كل صنف من أصناف معاجين الأسنان يوصي به 90% من أطباء العالم! وأن مسحوق الغسيل المعلن عنه يزيل البقع كما يدل قميص أبيض ناصع في مقابل قميص آخر لم تذهب عنه البقع لانه غسل بمسحوق غسيل آخر!. ولاحظ أن مقدم الإعلان يرتدي المريول الأبيض لإيهام المشاهد أنه طبيب جدير بالثقة!.

عن طريق الإعلان استطاعت بعض المحطات الفضائية أن تبتز ملايين الدولارات من المغفلين في جميع الأقطار العربية ومنها الأردن ظناً منهم أنهم سيربحون ملايين الدولارات لمجرد إرسال رسائل نصية من هواتفهم المحمولة، يكلف كل منها دولاراً واحدأً، يقتسمه المعلن مع شركات الاتصال المحلية، مع أنه قد لا توجد جوائز ولا ما يحزنون، فلا أحد يشاهد أو يراقب عملية السحب إن وجدت. وما الإعلان عن فائزين مزعومين سوى تمثيلية يتم إخراجها فنياً في الاستديو، خاصة وأن كل المشاركين في هذه المسخرة يريدون بيتأً وسيارة!!.

( الرأي 12/4/2014 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات