اعجبتني برامج المهندس الصغير و ارادة شاب معاق
دعيت اليوم لحضور برنامج " المهندس الصغير" في مدارس النظم الحديثة للبنين حيث تقوم هذه الفكرة من قبل مركز " الاترجة للتكنولوجيا " على اعطاء دورات عملية للاطفال من الصف الخامس الابتدائي و لغاية العاشر , و شاهدنا عمليا انتاج العديد من الاطفال لاختراعات جديدة و تقليدية و لم يتم ذلك الا بالفهم الصحيح لكل النظريات و الامور العلمية ان كانت في مجال المعادلات الكيميائية او هندسة الاتصالات او تكنولوجيا المعلومات بحيث يخرج الطالب من دائرة الحفظ و البصم بدون فهم الى طالب يعرف بالضبط الامور فهما لممارسته العملية لذلك , و شاهدت نتائج مذهلة و شعرت ان هذا النوع من التعليم هو ما نحتاج اليه حقيقة و هو الفهم لعالم المعرفة المرتبط بالتكنولوجيا و كيف يستطيع هذا الطفل ان يستخدم هذه المعرفة في الابداع و الابتكار و الانجاز و الاعتماد على النفس و ليس التقليد بدون معرفة او فهم , هذا و هو في هذا السن , فكيف سيكون عندما يكون في الدراسة الثانوية او الجامعية .
و بعد انهاء الحفل دعيت لحفل جمعية خيرية تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقيين) و هي جمعية نور المنار و كم اسعدني هذا الحفل و ذلك للإهتمام بهذه الفئة من توفير العديد من الفرص و الامكانيات من علاج و رعاية و بناء ثقة بالنفس و التعليم و اكتساب المهارات و كذلك فرص الدمج في التعليم مع الاصحاء و برنامج توفير التدخل المبكر لمعرفة الاعاقة باساليب علمية .
و مما لفت انتباهي في هذا الحفل شاب متخصص في البرمجة و هو المهندس بلال سمور و الحائز على الدراسة الجامعية و هو الشاب المعاق و الحاضر لهذا الحفل و الذي اعرفه سابقا و عرّف عن نفسه امام الحضور . و الذي اخذ قرارا بعد الصف السادس بان لا يجلس في البيت حتى لا يشفق عليه احدا و يكون مسكينا امام الاخرين , فقرر كما يقول " ان يكون وقودا لتحريك الاخرين " و لهذا واصل تعليمه و اجتاز كل المراحل بامتياز و حصل على الشهادة الجامعية , و نظرا لاعاقته لم يجد عملا .
و لهذا قرر التخصص في المجالات الصعبة و النادرة التي قل من يعرفها و بالفعل نجح في ذلك .
و اصبح اسما لامعا تجدونه في مواقع البرمجة العالمية و يمكن الرجوع اليه في هذه المجالات المتخصصة , و لهذا اصبح العديد من لشركات المحلية و العالمية تعرض عليه فرص العمل المغرية للعمل معها .
هذه الارادة الحقيقية لهذا المواطن الاردني المبدع و المتميز ان كان في مجال الابداع في برنامج المهندس الصغير او الابداع من ذوي الاحتياجات الخاصة او غيرها من البرامج و الابداعات المميزة , هي التي تمثل هذا الوطن المميز على مستوى العالم .
فتحية لهذا الوطن الكبير و الذي نريده اكبر و هذا الوطن الجميل الذي نريده اجمل , و لهذا المواطن الاردني الذي هو راس المال الحقيقي لهذا الوطن و لهذه الامة .